والوا أهل البيت وانقطعوا إليهم فإننا لا نجد شيئا في فقههم وعباداتهم وكل معتقداتهم يرجعون فيه إلى السنة النبوية المروية عن أهل البيت. (1) ورغم أن أهل البيت أدري بما فيه فهم ذرية المصطفى وعترته، ورغم أنهم لم يسبقهم أحد في علم ولا في عمل، وأنهم وأكبوا مسيرة الأمة طوال ثلاثة قرون و تداولوا الإمامة الروحية والدينية عبر الأئمة الاثني عشر الذين لم يخالف منهم واحد رأي الثاني، فإننا نجد " أهل السنة والجماعة " يتعبدون بالمذاهب الأربعة التي لم تخلق إلا في القرن الثالث للهجرة والتي يخالف فيها بعضهم رأي البعض الآخر، ومع ذلك نبذوا أهل البيت وراء ظهورهم ووقفوا منهم موقف العداء بل وحاربوا كل من تشيع لهم ولا زالوا يحاربونهم حتى يوم الناس هذا.
وإذا أردنا دليلا آخر، فما علينا إلا أن نحلل موقف " أهل السنة والجماعة " من ذكرى يوم عاشوراء ذلك اليوم المشؤوم الذي هدم فيه ركن الإسلام بقتل سيد شباب أهل الجنة والعترة الطاهرة من ذرية المصطفى والنخبة الصالحة من أصحابه المؤمنين.
أولا: نلاحظ أنهم يقفون من قتلة الحسين موقف الراضي الشامت المعين، ولا يستغرب منهم ذلك فقتلة الحسين كلهم من " أهل السنة والجماعة " ويكفي أن نعرف بأن قائد الجيش الذي ولاه ابن زياد لقتل الحسين وهم عمر بن سعد بن أبي وقاص. ولذلك ف " أهل السنة والجماعة " يترضون على الصحابة أجمعين بما فيهم قتلة الحسين والذين شاركوهم، ويوثقون أحاديثهم، بل وفيهم من يعتبر الإمام الحسين " خارجيا " لأنه خرج على أمير المؤمنين يزيد بن معاوية!
وقد قدمنا فيما سبق بأن فقيه " أهل السنة والجماعة " عبد الله بن عمر قد بايع يزيد بن معاوية وحرم أن يخرج أحد من أتباعه على يزيد، وقال: " نحن مع من غلب ".