قلت: ما رأيكم فيمن يفتخر بجده المباشر والد أبيه ويقول بأنه أعلم أهل زمانه ولم يعرف التاريخ مثله، ثم يقول بأنه درس وتأدب على يديه، فهل يعقل أن يطعن فيه بعد ذلك، وهل يقبل عاقل أن يفتخر بشخص من جهة ثم يكفره من جهة أخرى؟!
فقالوا جميعا: لا يعقل ولا يكون ذلك أبدا.
فقلت: اقرأ إذا ما جاء فيه أول صفحة من هذا الكتاب الذي بين يديك، فسترى بأن الدكتور الموسوي هو ذلك الرجل.
فقرأ: " ولدت وترعرعت في بيت الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية ودرست وتأدبت على يد أكبر زعيم وقائد ديني عرفه تاريخ التشيع منذ الغيبة الكبرى وحتى هذا اليوم، وهو جدنا الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الذي قيل فيه: " أنسى من قبله وأتعب من بعده ".
قلت: الحمد لله الذي أظهر الحجة على لسان الموسوي نفسه وقد حكم على نفسه بنفسه إذ قال فيما قرأتم: هل يعقل أن يفتخر بجده من جهة ويطعن فيه من جهة أخرى؟ و حكم بأن هذا لا يصدر إلا من السوقي الجاهل.
وإن الذي يصف جده بهذه الأوصاف العظيمة التي لم تتوفر لغيره من أفذاذ العلماء ويدعي بأنه تأدب على يديه وأخذ دروسه وعلومه منه، لا يكفره بعد ذلك ويطعن عقيدته، إلا إذا كان سوقيا جاهلا.
وأطرق الجميع رؤوسهم، وابتهج صديقي صاحب البيت قائلا: ألم أقل لكم إن الأخ التيجاني باحث موضوعي ومنطقي؟
وفكر صاحب الكتاب الذي كان يرعد ويزبد وقال: يا أخي ربما عرف الحق الدكتور الموسوي بعد ما كبر وتعلم فسبحان الله، طلب العلم من المهد إلى للحد!
وأجبت: لو كان الأمر كما تقول لوجب على الدكتور أن يتبرأ من جده ومن أستاذه أيضا الذي أعطاه شهادة الاجتهاد لا أن يفتخر بهما ويحتج بشهادتهما وهو يكتب في نفس الوقت تكفيرهما من حيث لا يشعر.