على أن أهل السنة والجماعة يقصدون بالخلفاء الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان دون سواهم. لأن عليا لم يكن معدودا عندهم من الخلفاء وإنما ألحق في زمن متأخر كما قدمنا، ولأنه كان يلعن على المنابر فكيف يتبعون سنته؟؟!
وإذا قرأنا ما رواه جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء تحقق لدينا صحة ما ذهبنا إليه.
قال السيوطي نقلا عن حاجب بن خليفة: شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو خليفة ، فقال في خطبته:
ألا إن ما سن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحباه فهو دين نأخذ به وننتهي إليه، وما سن سواهما فإنا نرجئه (1).
والحقيقة أن جل الصحابة والحكام الأمويين والعباسيين كانوا يرون أن ما سن أبو بكر وعمر وعثمان هو دين يأخذون به وينتهون إليه:
وإذا عمل هؤلاء الخلفاء الثلاثة على منع سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما عرفنا ذلك في ما سبق، فلا يبقى بعد ذلك من السنة إلا ما سنوه ومن الأحكام إلا ما أحكموه.
ثانيا: سنة الصحابة عموما إننا نجد أدلة كثيرة وشواهد عديدة على اقتداء أهل السنة والجماعة سنة الصحابة عموما بدون استثناء.
فهم يحتجون بحديث مكذوب وافينا البحث فيه في كتاب مع الصادقين والحديث يقول : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وقد احتج ابن القيم الجوزية بهذا الحديث على حجية رأي الصحابي (2).
وقد اعترف بهذه الحقيقة أيضا الشيخ أبو زهرة إذ قال: لقد وجدناهم