أما أهل السنة والجماعة فقد اضطروا للاجتهاد والقياس وغير ذلك لفقدان النصوص وجهل أئمتهم من أيام الخلافة الأولى.
وإذا كان الخلفاء عندهم قد عمدوا لحرق النصوص النبوية والعمل على منعها وكتمانها.
وإن كان كبيرهم يقول: حسبنا كتاب الله، ضاربا بالسنة النبوية عرض الجدار، فمن الطبيعي جدا أن يفتقروا إلى النصوص المبينة لأحكام القرآن نفسه.
فكلنا يعلم بأن أحكام القرآن الظاهرية قليلة جدا وهي في عمومها تفتقر إلى بيان النبي، ولذلك قال تعالى: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ( النحل: 44).
وإذا كان القرآن يفتقر للسنة النبوية لتبين أحكامه ومقاصده.
وإذا كان أقطاب أهل السنة والجماعة قد أحرقوا السنة المبينة للقرآن، فلم يبق عندهم بعدها نصوص لا لبيان القرآن ولا لبيان السنة نفسها.
فلا بد والحال هذه أن يعمدوا للاجتهاد والقياس واستشارة العلماء عندهم فيأخذوا بالاستحسان وبما يرون فيه مصلحتهم الوقتية.
ومن الطبيعي جدا أن يحتاجوا إلى كل ذلك لفقد النصوص ويضطروا إليه اضطرارا.