الفصل الأول:
تملك منصب الخلافة منصب الرئاسة العامة في الإسلام هو السلطة الحقيقية فالإمام أو الرئيس العام هو الذي يعين الولاة والأمراء والعمال وقادة الجيش وكبار الموظفين، وحتى صغارهم وهو يتمتع بصلاحيات هائلة، لذلك اشترط الإسلام أن يكون هذا الرئيس هو الأعلم وهو الأفضل وهو الأتقى وهو الأقرب لله ولرسوله، وهذه صفات لا تتوفر إلا في نبي أو ولي، ولا يعرفها إلا الله تعالى لذلك اختص جلت قدرته بتعيين الرؤساء أو الأئمة، بعد تأهيلهم وإعدادهم لهذه المهمة، فالله تعالى هو الذي اختار نبيه، وهو الذي اختار الإمام عليا وهو الذي اختار الأئمة الشرعيين الأحد عشر الذين سيتولون الرئاسة العامة بالتعاقب بعد موت الإمام علي ودور الرسول كان مقتصرا على اتباع ما يوحى إليه من ربه، فوجود الإمام المعصوم هو الضمانة الوحيدة ضد الاستبداد وإساءة استعمال هذه الصلاحيات الهائلة التي يتمتع بها الرئيس العام أو الخليفة.
وكان ما كان من تجاهل ذلك النفر لكافة الترتيبات الإلهية التي وضعها الله وأعلن نبيه، ومن استيلائهم على منصب الرئاسة العامة أو الخلافة بالقوة والتغلب، ومن إصرارهم على أنهم خلفاء " فعليون " للنبي ومن حقهم أن يتمتعوا بكافة صلاحيات واختصاصات النبي، مع أن شروط الرئاسة العامة لا تتوفر بهم، وليسوا مؤهلين لها، ومؤهلهم الوحيد هو الغلبة!!