والحقيقة الثالثة أن آل محمد والفئة القليلة المؤمنة الذين التفوا حول النبي بعد الهجرة، وخاصوا معه وتحت قيادته الحكيمة الملهمة كل معارك الإيمان مع الشرك، هم وحدهم الذين صنعوا تاريخ الإسلام المجيد وكتبوه بجهادهم المميز سطرا سطرا وحرفا حرفا فخلقوا حالة من الانبهار العام لم يكن معها أمام بطون قريش خاصة والعرب عامة سوى الدخول في الإسلام أو مواجهة الموت والهزيمة النكراء، فاضطرت زعامة بطون قريش التي قادت جبهة الشرك أن تتلفظ بالشهادتين وأن تسلم زرافات ووحدانا أو تتظاهر بالإسلام، لتحقق بالحيلة والدهاء والتظاهر ما عجزت عن تحقيقه في ميادين المواجهة، بعد أن اكتشفت بأن دعوة دين الله لا تقهر!!!
والخلاصة أنه وعلي أيدي آل محمد والفئة القليلة المؤمنة قد تم نصر الله والفتح، وبأسيافهم وبطولاتهم الخارقة خضعت زعامة بطون قريش خاصة والعرب عامة للحق وهم كارهون، ولولا هذه الطليعة المباركة لما تحقق الذي تحقق ولنغير وجه التاريخ تماما، فصلاة الله وسلامه على محمد وآله محمد، ورحمة الله ورضوانه على أصحابه المخلصين.
تزييف التاريخ وسرقة نتائجه المفترض أن يكون لآل محمد والفئة القليلة المؤمنة الصادقة الذين صنعوا تاريخ الإسلام دور خاص في قيادة الدولة التي بنيت على أكتافهم وبسواعدهم، وفي إدارتها ورسم سياستها العامة وهذا مفهوم بالفعل وبالضرورة وبتجارب البشرية قبل أن يفهم بروح الدين والنصوص الشرعية لكن حدث عكس ذلك فبعد موت النبي تم الاستيلاء على منصب الخلافة بالقوة والتغلب كما أشرنا في البحوث السابقة، وبعد يوم واحد من وفاة النبي شرعت السلطة الجديدة بحرق آل محمد وهم أحياء كما وثقنا، وجردتهم من ممتلكاتهم وكافة حقوقهم الاقتصادية، وجردتهم من كافة حقوقهم السياسية حيث حرمت عليهم تولي الوظائف العامة، وفرضت