هو الذي أكره الزهري على كتابة الأحاديث، فكان الناس يكتبون بعد ذلك، قال الزهري: " استكتبني الملوك فاكتبتهم، فاستحيت الله إذ كتبتها للملوك ألا أكتبها لغيرهم " (1).
ويبدو أن بعض خلفاء بني أمية وأعوانهم قد مهدوا بغير قصد الطريق لقرار عمر بن عبد العزيز، وأنهم قد استحسنوا فكرة الكتابة، في كتب، ويروى أن معاوية قد استقدم عبيد بن سارية من صنعاء فكتب له كتاب " الملوك والأخبار الماضية " وأن وهب بن منبه، والزهري، وموسى بن عتبة قد كتبوا في ذلك أيضا فصارت الرغبة بكتابة بعض الكتب تقليعة من تقليعات البلاط الأموي، ولكن هذه التقليعة كانت تمارس وسط قصور الخلفاء أو داخل أسوارها، ولم تكن علنية!! وهذا يعني أن القرار الذي أصدره عمر بن عبد العزيز لم يبح رسميا كتابة ورواية سنة الرسول فحسب، بل أباح كتابة ورواية العلوم كلها!!!.
تقدير قرار عمر بن عبد العزيز بإباحة كتابة ورواية سنة الرسول لقد نقل قرار الخليفة عمر بن عبد العزيز الغالبية العظمى من المسلمين من حالة إلى حالة أخرى مناقضة لها تماما، ومن نمط تفكير إلى نمط تفكير آخر، ففي وقت من الأوقات كانت الأغلبية الساحقة جدا من الأمة تتقرب إلى الله ورسوله، بحرق ومحو وغسل سنة الرسول المكتوبة، والامتناع عن رواية أي شئ عن رسول الله والنفور من الكتب والتأليف اقتداء بسنة أبي بكر وعمر.
صحيح أن الإمام عليا والقلة المؤمنة قد قاوموا ذلك، وحكموا بعدم