والواضح تاريخيا أن السيدة عائشة كانت تحقد على الإمام علي عليه السلام ولا تطيق أن تلفظ اسمه (1) وقد خرجت على الإمام علي تحت شعار المطالبة بدم عثمان، ونبحتها كلاب الحوأب كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد عرف الخليفة عمر بن الخطاب جميلهما، فكان يميزهما بالعطاء عن بقية أزواج الرسول، وكانت كلمتهما مسموعة عنده، فلو طلبتا منه أن يستخلف عبدا حبشيا لفعل! قال عمر لابنه عبد الله عندما أبلغه بأن عائشة تطلب منه أن يستخلف على المسلمين ولا يتركهم بعده بلا خليفة (ومن تأمرني أن أستخلف) (2).
والمعنى أن رسول الله قد كشف أصحاب الخطر على الشرعية الإلهية، وسماهم بأسمائهم (3) ووسمهم بمياسم خاصة يعرفون بها، وكان لعن الله لبعضهم على لسان رسوله من أعظم المياسم التي وسمهم بها ومن أوضحها، وقد بذل أعداء الله جهودا مضنية لمحو هذا الميسم ثم توصلوا أخيرا إلى نتيجة فاسدة مفادها أن رسول الله بزعمهم كان يفقد السيطرة على أعصابه فيسب المسلمين ويشتمهم ويلعنهم بدون سبب!!! كما سنوضح ذلك في ما بعد، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) فهل يعقل أن يفعل ذلك صاحب الخلق العظيم (وإنك لعلى خلق عظيم)!!!!
الرسول يعلن سلفا نتائج مخالفة تحذيراته وعدم حملها على محمل الجد لقد حذر رسول الله المسلمين والأقلية المؤمنة خاصة بأنهم إن لم يحذروا المتآمرين، وإن لم يحملوا تحذيراته على محمل الجد، فإن عرى