ويجدر بالذكر أن عمر نفسه كان يرى في سقيفة بني ساعدة أن الخلافة لا تجوز للأنصار بل هي حق خالص لأهل محمد وعشيرته " يعني نفسه وأبا بكر " فكيف جوزها في ما بعد للأنصار وحتى للموالي، وأبعد من ذلك فإن عمر بن الخطاب قد أشار إلى معاوية كخليفة مرتقب في حال اختلاف الستة (1) ومعاوية طليق ومن المؤلفة قلوبهم وهو عدو الله ورسوله، وابن عدوهما، ومع هذا قال عمر للستة إن اختلفتم دخل عليكم معاوية من الشام!!! واختيار للستة ديكور، لقد عهد عمليا بالخلافة لعثمان، فلو دققنا في كل المصادر التي روت عهد عمر نجد أنه بالمآل سيكون الخليفة عثمان حسب وصية عمر، فعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد في شقة وعلي وزبير في شقة أخرى، وطلحة غائب، لقد أوصى عمر " إذا كانوا ثلاثة ثلاثة وهذا لن يحدث لأن طلحة غائب فاختار الذي في صف عبد الرحمن بن عوف، ولنفترض أن طلحة قد جاء وشكل مع علي والزبير ثلاثة، فإن الخليفة سيكون عثمان، والقصد من إشراك الآخرين مع أهل الشورى هو أن يكثر عمر منافسي الإمام علي على الخلافة فبعد موت عثمان سيدعي الأربعة أنهم أولى بالخلافة من علي أو فرصهم فيها كفرصة علي!!! وفي حالة موت الستة سيتصدى أولاد الخمس لابن علي وينافسونه على منصب الخلافة إنه تجذير لمعارضة المسلمين لأهل بيت النبوة، وعوائق بين أهل بيت النبوة وبين حقهم بالرئاسة العامة!!، ولكن بجبة إسلامية!!!.
ثم إن عثمان كان أول زعيم من زعماء المهاجرين قد بايع الخليفة الأول وكان يدعى في إمارة عمر بالرديف والعرب تقول ذلك للرجل الذي يرجونه بعد زعيمهم (2).
وما يعنينا في هذا المقام أن ذلك النفر كان يتصرف بمنصب الخلافة،