في هذه الحالة لم يكن بوسع عاقل، أن يعارض الرسول، بل كل عاقل يجد نفسه سائرا في أثر الرسول، ومتوصلا إلى ذات النتائج التي توصل إليها الرسول فأهل بيت النبوة هم أقرب الناس للنبي، وهم القاسم المشترك بين المسلمين بعد وفاة النبي، وهم رمز وحدة وقاعدة الأمة، ورمز استمرارية الرسول، فعندما نذكر الأمة الإسلامية، تقفز إلى ذهنك صورة بانيها رسول الله، وفي غياب الرسول تقفز إلى الذهن الصورة المتماسكة لأهل بيته، لقد عرفنا مكانة علي وهو الإمام الأول، أما الأحد عشر فكلهم من أهل بيت النبوة، وكلهم أحفاد النبي، فحكم أي واحد منهم أدعى للاستقرار والرضا والقبول من حكم أي مسلم آخر، ففي ذلك استقرار لمؤسسة الرئاسة والمرجعية، وقطع لدابر الاختلاف والتنازع على الرئاسة من بعد النبي، وهذا هو أساس سلامة أمور الدين والدنيا.
لذلك فلا تعجب من قبول المسلمين العام لهذه التدابير، وتسليمهم الفطري بوجاهتها ومنطقيتها، فالمؤمنون الصادقون كانوا على خط النبي لا يحيدون عنه قيد أنملة، والمسلمون الآخرون آمنوا بوجاهة هذه الترتيبات، حتى المسلمون الأحداث والطلقاء سلموا بمنطقية هذه الترتيبات ووجاهتها.
اعترافات الأعداء والأصدقاء بتنصيب الإمام علي وتتويجه إماما للمسلمين من بعد النبي شهادة عمر بن الخطاب واعترافاته:
مع أن عمر بن الخطاب، هو الذي قاد الانقلاب على الشرعية الإلهية، ونفذ نسف كافة الترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة والتي أعلنها الرسول وبينها بيانا كاملا، وعلى الرغم من أنه قد نصب أبا بكر خليفة ثم وصل إلى سدة الخلافة بعهد من الخليفة الأول إلا أنه قد صدرت منه مجموعة من الاعترافات تفيد بأن آل محمد أولى بميراثه وسلطانه، وأن.