وكان يقول على منبر دمشق: " إياكم والحديث على رسول الله إلا حديثا كان في عهد عمر... " (1).
وكتب يزيد بن معاوية إلى أبيه أن جبير بن نضير نشر في مصر حديثا!!! فقد تركوا القرآن!! فبعث معاوية إلى جبير فجاءه فقرأ عليه كتاب يزيد، فعرف بعضه وأنكر بعضه!! فقال معاوية: لأضربنك ضربا أدعك لمن بعدك نكالا " (2).
معاوية يفصح ضمنا عن الغاية من منع رواية وكتابة سنة الرسول التزم معاوية بالموقف الذي اتخذه الخلفاء الثلاثة من سنة الرسول، وأفصح ضمنا عن الغاية التي ابتغوها من وراء منع رواية وكتابة سنة رسول الله، والاعتماد على القرآن والقرآن وحده، فقد أصدر معاوية مرسوما عممه على كافة عماله على كافة الأقاليم الخاضعة لحكمه هذا نصه: " أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته " (3) فهذه هي الحكمة التي ابتغاها الخلفاء من منعهم لرواية وكتابة سنة الرسول ومن إحراقهم للمكتوب منها!!! لأنهم إن فتحوا أبواب رواية السنة النبوية، وأعطوا المسلمين الحرية بروايتها فسيكتشف المسلمون بأن رسول الله قد عين الإمام عليا خليفة من بعده كما سمى أحد عشر خليفة يتعاقبون على الخلافة من بعد علي كلهم من ذرية النبي ومن صلب علي كما وثقنا، وسيكتشف المسلمون بأن الخلفاء قد غصبوا ما ليس لهم، وحالوا بين أهل بيت النبوة وبين حقهم الشرعي برئاسة الأمة الإسلامية، وعندما يكتشف