وكما قلنا في بداية هذا الفصل بأنه كان لعمر بن الخطاب مفهومه الخاص عن سنة الرسول بأنواعها الثلاثة القولية والفعلية والتقريرية.
نماذج من موقف عمر بن الخطاب من سنة الرسول حال حياة الرسول 1 - قال عبد الله بن عمرو بن العاص: " كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش... " (1) فعمر بن الخطاب كما سيتضح جليا في ما بعد كان على رأس قريش التي نهت عبد الله بن عمرو عن كتابة كل شئ يسمعه من رسول الله بدعوى أن الرسول يتكلم في الغضب والرضا كما يتضح في نهاية الخبر، وحسب هذا الخبر الصحيح فإن عمر كان يعتقد بأنه ليس كل ما يقوله الرسول صحيحا وجديرا بالكتابة.
2 - صلح الحديبية من أعظم الإنجازات الإسلامية على الإطلاق بل هو الثمرة المباركة لكافة المعارك التي خاضها رسول الله، وقد وصف تعالى في كتاب العزيز هذا الصلح " بالفتح المبين والنصر العزيز " لأن هذا الصلح قد حسم الموقف نهائيا لصالح الإسلام دون إراقة قطرة دم واحدة، ولو تغاضينا عن هذه النتائج الباهرة، فإن كل ما فعله الرسول كان بأمر ربه، لقد أعلن الرسول أن روح القدس قد نزل عليه وأمره بالبيعة (2) وقد فهم الجميع أن الصلح قد تم بتوجيه إلهي، فقد قال الرسول للجميع: " إني رسول الله ولست أعصيه " (3).