يكن لديهم ما يمنع من رئاسة ذلك النفر للأمة بعد وفاة النبي، بل إن رئاسة ذلك النفر أحب إليهم من رئاسة الإمام علي الذي فتك بهم فتكا ذريعا أثناء حرب الكفر مع الإيمان، وأحب إليهم من رئاسة أي واحد من ذرية النبي أو من صلب علي!! لكن زعامة بطون قريش وأولياءها السابقين ليسوا على استعداد لقيادة مبادرة بهذا الخصوص، أو قيادة الخروج على الترتيبات التي أعلنها النبي، هم على استعداد لتأييد ذلك النفر إن نجح أو كان نجاحه ممكنا. وهذا ما زاد طمع ذلك النفر بالرئاسة، وأنعش أمله بإمكانية الحصول عليها. لأن زعامة بطون قريش وأولياءها السابقين يشكلون أكبر شريحة من شرائح المجتمع الإسلامي الجديد.
ج - أما المجموعة أو الشريحة الثانية من شرائح المجتمع الإسلامي الجديد التي اعتمد ذلك النفر على تأييدها له عند تجاهله لسنة الرسول والترتيبات الإلهية المتعلقة بمن يخلف الرسول وعند استيلائه على منصب الخلافة فهم المنافقون، لأن الله ورسوله قد وضعا معيارا دقيقا لمعرفة المؤمن من المنافق، فالمؤمنون يحبون الإمام عليا ويقبلون بولايته أما المنافقون فيكرهون الإمام عليا ويبغضونه ولا يقبلون بولايته وقد شاع هذا المعيار في المجتمع الإسلامي الجديد، لذلك كنت ترى الجميع يحبون الإمام عليا ويقبلون بولايته أو يتظاهرون بذلك، ولكن التظاهر كان ينكشف، ويظهر المنافقون، قال الرسول الأعظم: (لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) (1) وقال أبو سعيد الخدري كنا نعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب (2) وأكد أبو ذر الغفاري وجود هذا المعيار واستعماله فقال: (ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم لله