(ألا إن الناس قد بايعوا أبا بكر) (1) وقام عثمان بن عفان ومن معه من بني أمية فبايعوا، وقام سعد بن أبي وقاص ومن معه من بني زهرة فبايعوا.. (2) وقبل أن يتوفى أبو بكر، دعا عثمان ليكتب له عهده فكتب عثمان اسم عمر، ولما أفاق أبو بكر من غيبوبته ورأى ما كتب عثمان قال له: (لو كتبت نفسك لكنت أهلا لها) (3) ولما مات أبو عبيدة وقع اختيار ذلك النفر على عثمان ليكون الخليفة الثالث بعد عمر لأنه أول زعيم من زعماء المهاجرين قد بايع أبا بكر، وتبعا لبيعته بايع الأمويون، ولم يذكر أن عثمان قد خالف أبا بكر أو عمر خلال حياتهما بأي وقت من الأوقات، لذلك كان موضع ثقة أبي بكر وعمر فكان الناس إذا أرادوا أن يسألوا عمر عن شئ رموه بعثمان أو بعد الرحمن بن عوف وكان عثمان يدعى في إمارة عمر بالرديف والرديف بلسان العرب الرجل الذي يأتي بعد الرجل والعرب تقول ذلك للرجل الذي يرجونه بعد زعيمهم (4) ومن يدقق في وصية عمر وعهده للستة يتيقن أنه قد عهد عمليا لعثمان وأن إشراك الآخرين معه كان مجرد ديكور ليس إلا، وكان هدف عمر من تسمية أصحاب الشورى هو تكثير المنافسين للإمام علي، ووضع العوائق بين الإمام وبين حقه بالخلافة، فإذا مات عثمان فإن الآخرين من أصحاب الشورى سينافسون الإمام عليا بحجة أن عمر جعلهم مثل علي من أصحاب الشورى، وإذا مات الستة فإن أولاد الخمسة سينافسون أولاد الإمام علي!! ولنفترض بأن الإمام عليا قد غلب من تبقى من أصحاب الشورى، فقد أوجد عمر منافسا قويا احتياطيا للإمام علي وهو معاوية الذي أعده لهذه الغاية، وكشف عمر بن الخطاب عن هذا المنافس بقوله لأصحاب الشورى: (إذا اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أبي سفيان
(١٩٧)