الأسئلة عن الدين الإسلامي، ويمكن القول بقوة إن التوفيق حالفني إلى أبعد حد، فانتزعت إعجاب الحاضرين، لا بشخصي، ولكن بالدين الإسلامي وبدعوته الرشيدة.
على أنني لم أترك هذا المقام دون أن أعرج في ردودي على الدين المسيحي فأثير بعض نقاط كانت الإجابة عنها من المسيحيين متهافتة أو قل لم تكن هناك إجابة علمية على الاطلاق.
وطلب مني بعض الحاضرين من المسلمين أن أكتب موجز هذه المناظرة وأذيعها، ولكني فضلت أن تكون الكتب التي أنشرها شاملة، لا خاصة بأسئلة المناظرة واتجاهاتها، فأعددت ضمن سلسلة مقارنة الأديان كتابين أحدهما عن الإسلام نشرته من قبل، ويسرني اليوم أن أقدم هذا الكتاب عن المسيحية.
وهذا الكتاب هدية للمسلمين والمسيحيين على السواء، إنه أبحاث علمية لا دينية، أبعدتها بقدر الطاقة عن محيط العاطفة، ولعلي قد نجحت في ذلك، وأرجو أن يكون - مع أمثاله من الأبحاث - نورا يهدي السبيل.
وأحب أن أقرر أن المراجع المسيحية التي بين يدي تتعرض كثيرا بالغمز بل بأكثر من الغمز أحيانا لديننا الحنيف، وبعضها يهاجم القرآن الكريم ويهاجم محمدا صلوات الله عليه، وقد طبع بعض هذه الكتب في القاهرة، ولكني مع هذا لم أرد أن أجعل من كتابي هذا وسيلة للرد على هؤلاء وتفنيد آرائهم، بل سرت في دراستي سيرا مستقيما علميا لا عاطفيا، فعرضت المسيحية من مراجعها الأصلية عرضا أعتقد أنه إلى الكمال أقرب.
وقد عنيت عناية خاصة بالمراجع التي كتبها مسيحيون ليكون حديثي عن المسيحية أقرب بقدر الإمكان إلى اعتقاد المسيحيين، ومن أهم المراجع التي اعتمدت عليها (الكتاب المقدس) أي العهد القديم والعهد الجديد، وقد قدم الكتاب المقدس مادة ضافية لهذه الدراسة، وكان عمادا كبير الشأن أقمنا عليه صرح هذا الحديث، ويجئ بعد الكتاب المقدس كتاب باللغة الإندونيسية