ويبدو أن الزحف الآري إلى الهند قد تم في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وقد حارب الآريون الممالك التي أقامها الجنس الأصفر بالهند وانتصروا على الكثير منها، وكونوا لهم بها مناطق نفوذ، ولم يتصل الآريون بسكان الهند بطريق التزاوج، بل حافظوا غالبا على سلالتهم البيضاء وساقوا سكان الهند إلى الغابات والجبال، أو أخذوهم أسرى، وسماهم الأدب الآري المبكر " أمة العبيد " واستنصر الآريون عليهم بإلههم إندرا، ومن دعائهم في ذلك: يا إلهنا إندرا، إننا قد أحاط بنا قبائل داسيو (عبيد) من جميع الجهات، وهم لا يقدمون الضحايا، وليسوا بآدميين، ولا يعتقدون في شئ، يا مهلك الأعداء أهلكهم وأهلك نسل داسا (العبد). والسبب في أن الآريين لم يتم التزاوج بينهم وبين الهنود، هو أن الآريين دخلوا الهند كشعب مهاجر لا كجيش محارب، والفرق كبير بين الحالتين، فالجيش يكون عماده الرجال الذين سرعان ما يتصلون بنساء الشعب المغلوب، أما الآريون فقد دخلوا بثرائهم ونسائهم وأطفالهم، فلم يحتاجوا لنساء الهند للتزاوج، وكان عدم الحاجة للنساء مع الاستعلاء الذي يصحب الظفر من دواعي نشأة الطبقات. كما كان هذا من أسباب كثرة الألوان في الهند (1).
أما مدى نفوذ الشعوب الصفراء (التوارنيين) والبيض (الآريين) على الهند فيوضحه غوستاف لوبون بقوله (2): والتورانيون أشد الغزاة تحويلا لعروق الهند من الناحية الجثمانية، والآريون هم الذين تركوا أقوى الأثر في عروق الهند من الناحية المدنية، فمن التورانيين أخذ سكان الهند نسب أجسامهم وتقاطيع وجوههم، وعن الآريين أخذ سكان الهند لغتهم ودينهم وقوانينهم وسجاياهم وطبائعهم.