الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٥
14 ودنا إليه عميان وعرج في الهيكل (11) فشفاهم. 15 فلما رأى عظماء الكهنة والكتبة ما أتى به من الأمور العجيبة، ورأوا الأطفال يهتفون في الهيكل: " هوشعنا لابن داود! "، استاؤوا 16 فقالوا له: " أتسمع ما يقول هؤلاء؟ " فقال لهم يسوع: " نعم، أما قرأتم قط: " على ألسنة الصغار والرضع أعددت لنفسك تسبيحا؟ (12) " 17 ثم تركهم وخرج من المدينة إلى بيت عنيا (13) فبات فيها.
[يسوع يلعن التينة] 18 وبينما هو راجع إلى المدينة عند الفجر، أحس بالجوع. 19 فرأى تينة عند الطريق فذهب إليها، فلم يجد عليها غير الورق. فقال لها:
" لا يخرجن منك ثمر للأبد " (14). فيبست التينة من وقتها. 20 فلما رأى التلاميذ ذلك، تعجبوا وقالوا: " كيف يبست التينة من وقتها؟ " 21 فأجابهم يسوع: " الحق أقول لكم: إن كان لكم إيمان ولم تشكوا، لا تفعلون ما فعلت بالتينة فحسب، بل كنتم إذا قلتم لهذا الجبل: قم فاهبط في البحر، يكون ذلك. 22 فكل شئ تطلبونه وأنتم تصلون بإيمان تنالونه ".
[سلطة يسوع] 23 ودخل الهيكل، فدنا إليه عظماء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم وقالوا له: " بأي سلطان تعمل هذه الأعمال؟ (15) ومن أولاك هذا السلطان؟ " 24 فأجابهم يسوع: " وأنا أسألكم سؤالا واحدا، إن أجبتموني عنه، قلت لكم بأي سلطان أعمل هذه الأعمال: 25 من أين جاءت معمودية يوحنا: أمن السماء (16) أم من الناس؟ " فقالوا في أنفسهم: " إن قلنا: من السماء، يقول لنا: فلماذا لم تؤمنوا به؟ 26 وإن قلنا: من الناس، نخاف الجمع، لأنهم كلهم يعدون يوحنا نبيا ". 27 فأجابوا يسوع: " لا ندري ". فقال لهم: " وأنا لا أقول لكم بأي سلطان أعمل هذه الأعمال.

(11) يذكر السقماء الذين شفاهم يسوع، " العميان والعرج " (راجع 11 / 4)، في رأس لائحة السقماء المحرومين من الكهنوت اللاوي (اح 21 / 18) ومن لائحة المبعدين من الهيكل بحسب 2 صم 5 / 8.
(12) استشهاد ب‍ مز 8 / 3. إن هذا المزمور جزء من " النبوءات المشيحية " المستعملة في الكنيسة القديمة (لا سيما الآية 5، وراجع عب 2 / 6 - 8 و 1 قور 15 / 27 واف 1 / 22 وفل 3 / 21 و 1 بط 3 / 22). فلقد يحيلنا الشاهد إلى مجمل المزمور ويصف يسوع بأنه ابن الإنسان، المكلل بالمجد والكرامة.
(13) " بيت عنيا ": قرية على المنحدر الشرقي لجبل الزيتون، بالقرب من الطريق بين أورشليم وأريحا (متى 26 / 6 ولو 10 / 38 و 24 / 50 ويو 11 / 1). وكان الحجاج، في الأعياد اليهودية الكبرى، يبيتون خارج أسوار أورشليم.
(14) حكم يسوع على التينة، لأنه لم يجد عليها الثمر الذي يريده منها. غير أن معنى هذه الرواية يبقى غامضا.
(15) إن الآيات 23 - 27 تطرح مرة أخرى، بوجه جدلي، مسألة حاسمة موضوعها " سلطة " يسوع (راجع 7 / 29 و 8 / 10 و 9 / 6 و 28 / 18). وهذه المسألة تصور هنا بألفاظ كتابية ويهودية خاصة: ليس الأمر أمر سلطة فردية ينظر إليها في حد ذاتها، كسلطة شخصية استثنائية، بل أمر مصدرها:
من " أولاك " هذه السلطة؟ أهو الله أم الشيطان أم البشر أم أنت؟
(16) " السماء "، أي الله (راجع الآية 23 +).
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة