الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٨
[أداء الجزية لقيصر] 15 فذهب الفريسيون وعقدوا مجلس شورى ليصطادوه بكلمة. 16 ثم أرسلوا إليه تلاميذهم والهيرودسيين (9) يقولون له: " يا معلم، نحن نعلم أنك صادق، تعلم سبيل (10) الله بالحق، ولا تبالي بأحد، لأنك لا تراعي مقام الناس.
17 فقل لنا ما رأيك: " أيحل دفع الجزية (11) إلى قيصر أم لا؟ " 18 فشعر يسوع بخبثهم فقال: " لماذا تحاولون إحراجي، أيها المراؤون! 19 أروني نقد الجزية ". فأتوه بدينار.
20 فقال لهم: " لمن الصورة هذه والكتابة؟ " 21 قالوا: " لقيصر ". فقال لهم: " أدوا إذا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله ". 22 فلما سمعوا هذا الكلام تعجبوا وتركوه وانصرفوا.
[قيامة الأموات] 23 في ذلك اليوم دنا إليه بعض الصدوقيين (12)، وهم الذين يقولون بأنه لا قيامة، وسألوه: 24 " يا معلم، قال موسى: إن مات أحد ليس له ولد، فليتزوج أخوه امرأته ويقم نسلا لأخيه (13). 25 وكان عندنا سبعة إخوة، فتزوج الأول وتوفي ولم يكن له نسل فترك امرأته لأخيه. 26 ومثله الثاني والثالث حتى السابع. 27 ثم ماتت المرأة من بعدهم جميعا.
28 ففي القيامة لأي من السبعة تكون امرأة؟ فقد كانت لهم جميعا ". 29 فأجابهم يسوع: " أنتم في ضلال لأنكم لا تعرفون الكتب ولا قدرة الله (14). 30 ففي القيامة لا الرجال يتزوجون، ولا النساء يزوجن، بل يكونون مثل الملائكة في السماء (15). 31 وأما قيامة الأموات، أفما قرأتم ما قال الله لكم:
32 " أنا إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب. وما كان إله أموات، بل إله أحياء " (16). 33 وسمعت الجموع كلامه، فأعجبت بتعليمه.

(9) راجع مر 3 / 6 +. كان " الهيرودوسيون " موالين لأسرة هيرودس المالكة، فكانوا من مؤيدي الرومانيين وبالتالي معارضين للغيورين. أما " الفريسيون " فكانوا يعدون الاحتلال الروماني عقابا من الله ويشددون على التقوى الشخصية.
(10) " السبيل " الذي رسمه الله أو ربما السبيل المؤدي إلى الله.
(11) إلى جانب التكاليف غير المباشرة (من رسوم مرور وجمارك ورسوم لا تحصى)، كانت الأقاليم تؤدي للمملكة الرومانية " الجزية " وكانت هذه واحدة لجميع اليهود، ولم يكن يعفى منها إلا الأولاد والشيوخ. وكانت تعد علامة خضوع الشعب لرومة. وكان الغيورون ينهون أنصارهم عن تأديتها.
(12) كان " الصدوقيون " يكتفون بالشريعة المكتوبة.
بالتوراة خاصة، وكانوا يعتقدون بأن ليس فيها ما يثبت القيامة.
(13) إن زواج السلفة، المبني على تث 25 / 5 - 10 (والمحرم في اح 18 / 16 و 20 / 21)، والذي بحسبها يتزوج الرجل أرملة أخيه إن كانت بلا ولد، يهدف إلى تخليد اسم العائلة وتأمين وارث للمتوفى. كانت هذه العادة معروفة أيضا عند الحثيين والأشوريين، ولقد فقدت أهميتها منذ أن استطاعت البنات أن ترث (عد 36).
(14) راجع مر 12 / 24 +.
(15) لا يراد بعبارة " هم مثل الملائكة " الحط من قيمة الزواج (راجع 19 / 3 - 9)، بل قصر الاهتمام على خدمة الله وتسبيحه (راجع متى 18 / 10).
(16) يهتم الله بالأحياء، خلافا لرأي الصدوقيين الذين يتهكمون على مسألة بقاء الأموات. وهذا ما يدل عليه الاستشهاد ب‍ خر 3 / 6: فلقد أظهر الله نفسه لموسى إله الآباء، الإله الذي يسير تاريخ الأحياء.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة