الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٤
هو ذا ملكك آتيا إليك وديعا راكبا على أتان وجحش ابن دابة " (4).
6 فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع 7 وأتيا بالأتان والجحش. ثم وضعا عليهما ردائيهما، فركب يسوع. 8 وكان من الناس جمع كثير، فبسطوا أرديتهم على الطريق، وقطع غيرهم أغصان الشجر، ففرشوا بها الطريق.
9 وكانت الجموع التي تتقدمه والتي تتبعه تهتف:
" هوشعنا (5) لابن داود!
تبارك الآتي باسم الرب! (6) هوشعنا في العلى! " 10 ولما دخل أورشليم ضجت (7) المدينة كلها وسألت: " من هذا؟ " 11 فأجابت الجموع: " هذا النبي يسوع من ناصرة الجليل " (8).
[طرد الباعة من الهيكل] 12 ثم دخل يسوع الهيكل وطرد جميع الذين يبيعون ويشترون في الهيكل، فقلب طاولات الصيارفة ومقاعد باعة الحمام (9).
13 وقال لهم: " مكتوب:
" بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم تجعلونه مغارة لصوص " (10).

(4) هذا استشهاد ب‍ زك 9 / 9 مع تغيير في التمهيد (ربما لما ورد في اش 62 / 11) وفروق طفيفة (" على أتان وعلى جحش، ابن دابة " بدلا من " على حمار وعلى جحش ابن أتان "). هذا دخول الملك المشيحي إلى أورشليم، علما بأن المرحلة الأولى تكون على جبل الزيتون (راجع زك 14 / 4)، ولا يتم هذا الدخول على جياد الأغنياء والأقوياء، بل على حمار متواضع (راجع تك 49 / 11 وقض 5 / 10).
(5) " هوشعنا ". كلمة معناها " امنح الخلاص ".
راجع مز 118 / 25، الآية السابقة ل‍ " تبارك..). كانت هذه الكلمة نداء موجها إلى الملك (راجع 2 صم 14 / 4) يطلق خاصة في اليوم السابع من عيد الأكواخ، يرافقه هز الأغصان (وفي مناسبات أخرى: راجع 2 مك 10 / 6 - 7):
وأصبحت، ربما منذ عهد الجلاء، وعلى كل حال في مطلع الدين المسيحي، هتافا يوجه إلى أحد الأشخاص.
(6) استشهاد (كما ورد في 23 / 39) بالآيتين 25 آ و 26 من المزمور 118 الذي كثيرا ما يذكر في الكلام على آلام المسيح (وتمجيده) (راجع متى 21 / 42 الذي يستشهد بالآيتين 22 - 23). يسوع هو " الآتي " ليفتتح العصر المشيحي (حب 2 / 3 (اليوناني) وراجع عب 10 / 37 وملا 3 / 1: الرب " آت " إلى هيكله)، وهذا ما تحسسه يوحنا المعمدان (متى 3 / 11 و 11 / 2 - 6).
(7) الترجمة اللفظية: " اهتزت " (فعل يستعمل لزلزال الأرض: متى 27 / 51 و 28 / 4 وراجع 8 / 24 ورؤ 6 / 13). حين يدخل يسوع إلى أورشليم ملكا مشيحيا، تهتز المدينة كما اهتزت عند بلوغ خبر ولادته (2 / 3)، فحياة يسوع حدث علني يهم جميع الناس.
(8) ينفرد متى في رواية ما تقوله " الجموع " عن يسوع (راجع 9 / 33 و 12 / 23). يعترف الناس بيسوع نبيا (راجع متى 16 / 14 ومر 6 / 15 ولو 7 / 16 و 39 و 24 / 19)، من دون إثارة أي اعتراض على أصله الجليلي، كما ورد في يو 7 / 52 (راجع متى 13 / 57). وسترى فيه الجماعة المسيحية الأولية النبي، كما أخبر عنه سفر تثنية الاشتراع (رسل 3 / 22 - 23 الذي يستشهد ب‍ تث 18 / 15 وراجع متى 17 / 5 ويو 1 / 21 و 6 / 14 و 7 / 40).
(9) نفهم تصرف يسوع على أنه إما عمل سلطة تلغي ذبائح الهيكل، وإما رمز إلى تطهير الهيكل، كان اليهود ينتظرونه منذ أن دنسه انطيوخس ابيفانيوس (167 قبل يسوع المسيح) وپمپيوس (63 ق. م.)، وإما احتجاج على تجاوزات الصرافين والتجار. وكان الصرافون يمكنون اليهود الآتين من الخارج أن يصرفوا أموالهم، إما لشراء تقدمتهم (حمامة مثلا)، وإما لدفع الدرهمين وهما ضريبة الهيكل. ولا شك أن الصرافين والباعة كانوا يقيمون في أروقة فناء الوثنيين.
(10) يعيد يسوع إلى الهيكل غايته الحقيقية: " بيت صلاة " (اش 56 / 7)، لا " مغارة لصوص " (راجع ار 7 / 11: تنديد ارميا بالهيكل وإنذاره له بالخراب كما حدث لشيلو في الماضي).
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة