الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٢
لوكيله: " أدع العملة وادفع لهم الأجرة، مبتدئا بالآخرين منتهيا بالأولين ". 9 فجاء أصحاب الساعة الخامسة بعد الظهر وأخذ كل منهم دينارا. 10 ثم جاء الأولون، فظنوا أنهم سيأخذون أكثر من هؤلاء، فأخذ كل منهم أيضا دينارا. 11 وكانوا يأخذونه ويقولون متذمرين على رب البيت: 12 " هؤلاء الذين أتوا آخرا لم يعملوا غير ساعة واحدة، فساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار وحره الشديد ".
13 فأجاب واحدا منهم: " يا صديقي، ما ظلمتك، ألم تتفق معي على دينار؟ 14 خذ ما لك وانصرف. فهذا الذي أتى آخرا أريد أن أعطيه مثلك: 15 ألا يجوز لي أن أتصرف بمالي كما أشاء؟ أم عينك حسود لأني كريم؟ " (1) 16 فهكذا يصير الآخرون أولين والأولون آخرين " (2).
[يسوع ينبئ التلاميذ مرة ثالثة بآلامه وموته وقيامته] 17 وأوشك يسوع أن يصعد إلى أورشليم، فانفرد بالاثني عشر، وقال لهم في الطريق:
18 " ها نحن صاعدون إلى أورشليم، فابن الإنسان يسلم إلى عظماء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت 19 ويسلمونه إلى الوثنيين، ليسخروا منه ويجلدوه ويصلبوه، وفي اليوم الثالث يقوم " (3).
[طلب أم ابني زبدى] 20 فدنت إليه أم (4) ابني زبدى ومعها ابناها، وسجدت له تسأله حاجة. 21 فقال لها:
" ماذا تريدين؟ " قالت: " مر أن يجلس ابناي هذان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك في ملكوتك " (5). 22 فأجاب يسوع: " إنكما لا تعلمان ما تسألان: أتستطيعان أن تشربا الكأس (6) التي سأشربها؟ " قالا له:
" نستطيع ". 23 فقال لهما: " أما كأسي فسوف تشربانها، وأما الجلوس عن يميني وعن شمالي، فليس لي أن أمنحه (7)، بل هو للذين أعده لهم أبي ".

(1) من الراجح أن المثل الأصلي كان ينتهي هنا، وكان موجها إلى الفريسيين، كأمثال لو 15. يريد يسوع أن يبين لهم أن رأفة الله تفوق مقاييس البشر في المكافأة المفهومة كأجرة مستحقة، دون الوقوع في الحكم الاعتباطي، ويدعو إلى الكف عن الحسد أمام كرم محبة الله.
(2) من الراجح أن هذا الكلام، الذي ورد في مكان آخر وفي ظروف أخرى (19 / 30)، قد أضيف إلى المثل الأصلي (الآية 15)، وهو يشدد على ترتيب توزيع الأجر (20 / 8) ويناسب وضعا جديدا، وهو وضع كنيسة متى.
فالوثنيون الذين دعوا في وقت متأخر أتوا قبل اليهود الذين كانوا أول المدعوين. وتضيف بعض المخطوطات: " لأن جماعة الناس مدعوون، ولكن القليلين هم المختارون ". هذا الكلام المقتبس من 22 / 14 يفترض، على ما يبدو، أن أول المدعوين (اليهود) رفضوا الدينار وأن عملة الساعة الخامسة بعد الظهر وحدهم قبلوه.
(3) نجد في هذا الأنباء تفاصيل أدق مما ورد في الإنباءين الأولين بالآلام والقيامة (16 / 21 - 23 و 17 / 22 - 23): دور الوثنيين، والسخرية، والجلد، والصلب.
(4) في رواية مر 10 / 35 الموازية، لا يدنو من يسوع " أم ابني زبدى "، بل ابنا زبدى وحدهما. لا شك أن مرقس هو الذي أهمل ذكر الأم، لتبسيط الرواية ولإبراز جواب يسوع.
(5) ليس هذان المركزان لمجرد الشرف، بل يعنيان مشاركة وثيقة في سلطة الذي يحكم (راجع 19 / 28 +).
(6) " شرب الكأس ". تلميح إلى آلام يسوع وصلبه (راجع متى 26 / 39 ومر 10 / 38 +).
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة