الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٧
عليه هذا الحجر حطمه ".
45 فلما سمع عظماء الكهنة والفريسيون أمثاله، أدركوا أنه يعرض بهم في كلامه 46 فحاولوا أن يمسكوه، ولكنهم خافوا الجموع لأنهم كانوا يعدونه نبيا.
[مثل وليمة الملك] [22] 1 وكلمهم يسوع بالأمثال مرة أخرى قال:
2 " مثل ملكوت السماوات كمثل ملك (1) أقام وليمة في عرس ابنه. 3 فأرسل خدمه ليدعوا المدعوين إلى العرس (2) فأبوا أن يأتوا. 4 فأرسل خدما آخرين وأوعز إليهم أن " قولوا للمدعوين:
ها قد أعددت وليمتي فذبحت ثيراني والسمان من ماشيتي، وأعد كل شئ، فتعالوا إلى العرس ".
5 ولكنهم لم يبالوا، فمنهم من ذهب إلى حقله، ومنهم من ذهب إلى تجارته. 6 وأمسك الآخرون خدمه فشتموهم وقتلوهم. 7 فغضب الملك وأرسل جنوده، فأهلك هؤلاء القتلة، وأحرق مدينتهم (3). 8 ثم قال لخدمه: " الوليمة معدة ولكن المدعوين غير مستحقين، 9 فاذهبوا إلى مفارق الطرق وادعوا إلى العرس كل من تجدونه ". 10 فخرج أولئك الخدم إلى الطرق، فجمعوا كل من وجدوا من أشرار وأخيار (4)، فامتلأت ردهة العرس (5) بالجالسين للطعام.
11 ودخل الملك لينظر الجالسين للطعام، فرأى هناك رجلا لم يكن لابسا لباس العرس (6)، 12 فقال له: " يا صديقي، كيف دخلت إلى هنا، وليس عليك لباس العرس؟ " فلم يجب بشئ. 13 فقال الملك للخدم:
" شدوا يديه ورجليه، وألقوه في الظلمة البرانية.
فهناك البكاء وصريف الأسنان " (7). 14 لأن جماعة الناس مدعوون، ولكن القليلين هم المختارون " (8).

(1) كان العهد القديم يتكلم غالبا على الله كلامه على ملك.
(2) يرمز العرس هنا، كما في الكتاب المقدس أحيانا كثيرة، إلى الاتحاد النهائي في الفرح بين الله وشعبه. (راجع متى 25 / 1 - 12). وفي هذا المثل، ليس التشديد على الابن، بل على الرفض الذي أجاب به المدعوون الأولون إلى الدعوة.
(3) تلميح يرجح أنه إلى خراب أورشليم في السنة 70 عن يد الرومانيين. لا نجد هذا التلميح في رواية لوقا الموازية (لو 14 / 21). فإما أن الآيتين 6 و 7 في متى أضيفتا إلى المثل بعد خراب أورشليم، وإما أن المثل كله اتخذ صيغته النهائية بعد السنة 70.
(4) تشير هذه الكلمات، إما إلى أن الأبرار والأشرار مختلطون في الملكوت قبل الدينونة الأخيرة (راجع 13 / 37 - 43)، وإما، وهو الراجح، إلى نعمة الله الذي يدعو إلى فرح الملكوت جميع البشر، ولا سيما الخاطئين منهم (راجع 9 / 9 - 13).
(5) ردهة العرس: البيت الكبير الذي تقام فيه الوليمة.
(6) عن الآيات 11 إلى 14، راجع 22 / 1 +. هل يرمز " ثوب العرس " هذا إلى الإيمان أم إلى بهجة الخلاص أم إلى " البر "، أي إلى الأعمال الصالحة التي يشدد متى دائما على أهميتها (5 / 16 - 20 و 7 / 21 - 22)؟ يرجح سياق الكلام هذا التفسير الأخير. دعوة الله مجانية، لكنها تتطلب كثيرا من البذل.
(7) راجع 8 / 12 +.
(8) ليست هذه الآية الغامضة تلميحا إلى اليهود الذين دعوا إلى الخلاص، فأبعدوا الآن بعد أن رفضوا المسيح، بقدر ما قد تكون موجهة، بحسب الآيات 11 - 13، إنذارا للذين يسيئون استعمال دعوة الله المجانية، فيطرحون في آخر الأمر خارج الملكوت.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة