الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٤
ورائي!، يا شيطان (14)، فأنت لي حجر عثرة (15)، لأن أفكارك ليست أفكار الله، بل أفكار البشر ".
[ما يطلب من اتباع يسوع] 24 ثم قال يسوع لتلاميذه: " من أراد أن يتبعني (16)، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، 25 لأن الذي يريد أن يخلص حياته (17) يفقدها، وأما الذي يفقد حياته في سبيلي فإنه يجدها. 26 ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ وماذا يعطي الإنسان بدلا لنفسه؟
27 " سوف يأتي ابن الإنسان في مجد أبيه ومعه ملائكته، فيجازي يومئذ كل امرئ على قدر أعماله (18). 28 الحق أقول لكم: من الحاضرين ههنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ابن الإنسان آتيا في ملكوته " (19).
[التجلي] [17] 1 وبعد ستة أيام (1) مضى يسوع ببطرس ويعقوب وأخيه يوحنا، فانفرد بهم على جبل عال (2)، 2 وتجلى (3) بمرأى منهم، فأشع وجهه كالشمس، وتلألأت ثيابه كالنور.
3 وإذا موسى وإيليا قد تراءيا لهم يكلمانه (4).

(14) راجع 4 / 10 +، يسوع يرفض ما عرض بطرس.
(15) راجع 5 / 29 +.
(16) عن كلمة " تبع "، راجع 4 / 20 +. يقاوم يسوع هنا فهما سطحيا لهذا " الاتباع "، فليس هو أقل من الزهد بالنفس وحمل الصليب (عن هذه العبارة الأخيرة، راجع مر 8 / 34 +).
(17) الترجمة اللفظية: " نفسه " (راجع 10 / 28 +).
(18) يستشهد متى بمز 62 / 13 (راجع روم 2 / 6 و 2 طيم 4 / 14) للتعبير عن فكرة المكافأة الشخصية. وهذه الفكرة عميقة الجذور في العهد القديم (مثل 24 / 12 وسي 11 / 26 و 16 / 12 - 14 وحز 18 ودا 12 / 2 - 3)، فتتخذ في إنجيل متى ميزتين جديدتين: يسوع، ابن الإنسان، هو الذي سيدين كل واحد في اليوم الأخير (25 / 31 - 46). ثم إن متى يشدد دائما على أهمية الأعمال الصالحة التي تصنع تحت نظر الذي " يجازيك " (6 / 4 و 6 و 18 وراجع 5 / 16).
(19) يفترض هذا الكلام بوضوح أن بعض معاصري يسوع لن يموتوا قبل ظهور ابن الإنسان في المجد. ينبئ يسوع، كما فعل جميع الأنبياء، بما سيحدث لجيله. ومن الصعب تحديد زمن ذلك الظهور بدقة. فلقد فكر بعضهم بخراب أورشليم، وبعضهم بترائيات القائم من الموت، وبعضهم بالتجلي.
(1) يسلط التجلي الأضواء على صعود ابن الإنسان إلى أورشليم (راجع 16 / 21 +). يتعذر على التلاميذ أن يفهموا لماذا اختار معلمهم ذلك الطريق (16 / 22)، فأراهم الله شيئا من مجد ابنه وأمرهم بأن يصغوا إلى تعليمه (راجع 17 / 5 +).
(2) لا " في الجبل " بوجه عام (متى 14 إ 23)، بل " على جبل عال "، كما كان الأمر حين جرب يسوع في البرية (4 / 8)، وفي الجليل حين أرسل التلاميذ لإعلان البشارة قبل صعوده إلى السماء (28 / 16). لهذا الجبل دلالة لاهوتية أكثر منها جغرافية. فهو مكان للوحي (اش 2 / 2 - 3 وراجع 11 / 9 ودا 9 / 16).
(3) الترجمة اللفظية: " تحول، تغير ". راجع مر 9 / 2 +.
(4) يظهر موسى وإيليا هنا بمظهر الشاهدين للعهد، أكثر منهما ممثلين، الواحد الشريعة والآخر الأنبياء. كان من المنتظر أن يكون إيليا سابق المشيح (ملا 3 / 23 وراجع سي 48 / 10)، ويطابق في الإنجيل بينه وبين يوحنا المعمدان (17 / 12) الذي قتله هيرودس (14 / 3 - 12). ويظهر مع إيليا (راجع مر 9 / 4 +) موسى (راجع رؤ 11 / 3 - 6) الذي عرف أيضا في الدين اليهودي بارتفاعه على مثال إيليا (2 مل 2 / 11) وأخنوخ (تك 5 / 24).
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة