الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٢
2 فأجابهم: " عند الغروب تقولون: صحو، لأن السماء حمراء كالنار. 3 وعند الفجر: اليوم مطر، لأن السماء حمراء مغبرة. فمنظر السماء تحسنون تفسيره، وأما آيات الأوقات (2) فلا تستطيعون لها تفسيرا. 4 جيل فاسد فاسق يطالب بآية ولن يعطى سوى آية يونان ". ثم تركهم ومضى.
[خمير الفريسيين والصدوقيين] 5 وعبر التلاميذ إلى الشاطئ المقابل، وقد نسوا أن يأخذوا خبزا. 6 فقال لهم يسوع:
" تبصروا واحذروا خمير الفريسيين والصدوقيين " (3). 7 فقالوا في أنفسهم: " ما أخذنا خبزا! " 8 فشعر يسوع بأمرهم فقال لهم: " يا قليلي الإيمان، لماذا تقولون في أنفسكم إنه ليس عندكم خبز؟ 9 ألم تدركوا حتى الآن؟ أما تذكرون الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف وكم قفة رفعتم؟ 10 والأرغفة السبعة للأربعة الآلاف وكم سلة رفعتم؟
11 كيف لا تدركون أني لم أكلمكم على الخبز؟
فاحذروا خمير الفريسيين والصدوقيين ".
12 ففهموا عندئذ أنه لم يأمرهم أن يحذروا خمير الخبز، بل تعليم الفريسيين والصدوقيين.
[بطرس يشهد بلاهوت يسوع] 13 ولما وصل يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس (4) سأل تلاميذه: " من ابن الإنسان (5) في قول الناس؟ " 14 فقالوا:
" بعضهم يقول: هو يوحنا المعمدان، وبعضهم الآخر يقول: هو إيليا، وغيرهم يقول: هو إرميا أو أحد الأنبياء " (6). 15 فقال لهم: " ومن أنا في قولكم أنتم؟ " 16 فأجاب سمعان بطرس: " أنت المسيح ابن الله الحي " (7).

(٢) " آيات الأوقات ". عبارة تدل على العلامات الخاصة بأيام مجئ المشيح. وفي سياق الكلام هذا، قد تعود، إما إلى المعجزات أو الآيات التي صنعها يسوع (مثلا الأشفية وتكثير الأرغفة، راجع ١١ / ٣ - ٥)، وإما إلى يسوع نفسه بصفته " الآية " بكل معنى الكلمة.
(٣) ينفرد متى في وصف تعليم الفريسيين والصدوقيين باستعارة الخمير (الآية ١٢. راجع لو ١٢ / ١: الرياء، مر ٨ / ١٥: خمير هيرودس). كان هذا المعنى شائعا في الدين اليهودي، بالمعنى الإيجابي والمعنى السلبي (راجع أيضا ١ قور ٥ / ٦ - ٨). من الراجح أن خمير الفريسيين والصدوقيين لا يدل على شخصهم، بل على وظائفهم في تعليم الشعب وإدارة شؤونه (راجع الآية ١).
(٤) " قيصرية فيلبس ". مدينة بنيت، عند ينابيع الأردن في السنة ٢ أو ٣ ق. م.، على عهد هيرودس فيلبس، إكراما للقيصر أوغسطس. اسمها في أيامنا بانياس.
(٥) " ابن الإنسان ". عن لقب يسوع هذا، راجع متى ٨ / ٢٠ +.
(٦) عد يسوع نبيا، كما يشهد على هذا الأمر التقليد الإزائي (متى ٢١ / ١١ + ومر ٦ / ١٥ ولو ٧ / ١٦ و ٣٩).
(٧) ينفرد متى بوضع هذه العبارة على لسان بطرس، وهي متأصلة في العهد القديم، ولقد اكتسبت بالإيمان المسيحي تمام معناها. في العهد القديم، قيلت عبارة " ابن الله " في الملائكة والشعب اليهودي والمشيح (٢ صم ٧ / ١٤ ومز ٢ / ٧ و ٨٩ / ٢٧). وهي تدل على علاقة خاصة مع الله ومبنية على اختياره وعلى الرسالة التي يعهد بها إلى " أبنائه ".
لقد توسع المسيحيون الأولون في معنى الاختيار ومعنى الرسالة، منذ أول شهاداتها الايمانية، فشددت على الميزة الفريدة والحاسمة الخاصة بشخص يسوع. فهو الذي يقيم مع الله علاقة بنوية لا مثيل لها، والذي عهد إليه برسالة لا نظير لها في سبيل خلاص الناس (1 / 21 و 2 / 15 و 3 / 17 و 4 / 3 و 11 / 25 - 27 و 26 / 63).
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة