الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٩
بجميع المرضى، 36 وأخذوا يسألونه أن يدعهم يلمسون هدب ردائه (21) فحسب، وجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء (22).
[وصايا الله فوق سنة البشر] [15] 1 ودنا إلى يسوع بعض الفريسيين والكتبة (1) من أورشليم، فقالوا له: 2 " لم يخالف تلاميذك سنة الشيوخ؟ (2) فهم لا يغسلون أيديهم عند تناول الطعام " (3).
3 فأجابهم: " لم تخالفون أنتم وصية الله من أجل سنتكم؟ 4 فقد قال الله: " أكرم أباك وأمك "، و " من لعن أباه أو أمه فليمت موتا ".
5 وأما أنتم فتقولون: من قال لأبيه أو أمه: كل شئ قد أساعدك به جعلته قربانا (4)، 6 فلن يلزمه أن يكرم أباه (5). لقد نقضتم كلام الله من أجل سنتكم. 7 أيها المراؤون (6)، أحسن أشعيا في نبوءته عنكم إذ قال:
8 " هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فبعيد مني.
9 إنهم بالباطل يعبدونني فليس ما يعلمون من المذاهب سوى أحكام بشرية ".
[الطاهر والنجس] 10 ثم دعا الجمع وقال لهم: " اسمعوا وافهموا! (7) 11 ليس ما يدخل الفم ينجس

(21) عن الهدب، راجع 9 / 20 +.
(22) أو " نالوا الخلاص ". في الأناجيل كثيرا ما تستعمل كلمة واحدة للدلالة على الخلاص والشفاء (راجع 9 / 22 +).
(1) " الفريسيون والكتبة ". كثيرا ما يجمع متى بين هاتين الفئتين من الشعب اليهودي في مقاومتهما ليسوع (5 / 20 و 12 / 38 و 23 / 2 - 7)، وهذا شأنه مع الكتبة ورؤساء الشعب أو عظماء الكهنة (16 / 21 و 21 / 15). كان معظم الكتبة ينتمون إلى حزب الفريسيين، ولا سيما بعد خراب الهيكل في السنة 70، في زمن المرحلة الأخيرة من تدوين إنجيل متى. إلا أن متى لا يقف دائما من الكتبة موقف المهاجم (8 / 19 و 13 / 52 و 23 / 2 و 34).
(2) " سنة الشيوخ ". هي مجمل شروح الشريعة التي تناقلتها مدارس الربانيين مشافهة والتي دونت فيما بعد في مقالات المشنه والتلمود. تسمى " سنة البشر " في مر 7 / 8 أو " سنتكم " في مر 7 / 9 و 13 ومتى 15 / 3 و 6. سماها يوسيفس " سنة الآباء ".
(3) كان غسل اليدين قبل الطعام وبعده في الدين القديم مأخوذا من شعائر العبادة (خر 30 / 18 - 21 وتث 21 / 6)، ولقد قصر أولا على الذين يقومون بشعائر العبادة في الهيكل، ثم عممته التقوى الفريسية على الشعب المؤمن قبيل زمن يسوع. وكانت جماعة تمارسه بغسل الجسد في أحواض عثر على بقايا منها. وجه مرقس كلامه إلى بيئة لا تعرف هذه العادات فرأى من الضروري أن يفسرها لسامعيه (مر 7 / 3 - 4).
(4) " قربان ". كلمة تدل على ما يقدم لله (حز 20 / 28)، ثم على خزانة الهيكل (متى 27 / 6). بتلك العبارة الشرعية الدينية، كانوا يكرسون لله أموالا يجب تخصيصها لإعالة الوالدين الطاعنين في السن أو المعوزين.
كانت هذه الممارسة موضع انتقادات حادة في الدين اليهودي حتى قبل المسيح، لأن الشعور بالتضامن في الأسرة كان شديدا.
(5) تضيف بعض المخطوطات: " أو أمه ".
(6) عن المرائين، راجع 6 / 2 +.
(7) لفعل " فهم " دور هام في إنجيل متى. فالمطلوب من الإنسان تجاه يسوع وأمام أسرار الملكوت والأسئلة التي تتناول المسائل العملية، كما الأمر هو في هذه الفقرة، أن يصغي ويفهم (13 / 13 و 14 و 51 و 16 / 12). يقوم هذا التفهم على الانتباه إلى تعليم يسوع والالتزام في طاعة جديدة، كما الأمر هو في شأن الطهارة.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة