الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧١
كلمة على ابن الإنسان يغفر له، أما من قال على الروح القدس، فلن يغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة (21).
[الطيب والخبيث] 33 " إجعلوا الشجرة طيبة يأت ثمرها طيبا.
واجعلوا الشجرة خبيثة يأت ثمرها خبيثا. فمن الثمر تعرف الشجرة. 34 يا أولاد الأفاعي، كيف لكم أن تقولوا كلاما طيبا وأنتم خبثاء؟
فمن فيض القلب يتكلم اللسان. 35 الإنسان الطيب من كنزه الطيب يخرج الطيب.
والانسان الخبيث من كنزه الخبيث يخرج الخبيث.
36 " أقول لكم إن كل كلمة باطلة يقولها الناس يحاسبون عليها يوم الدينونة. 37 لأنك تزكى بكلامك وبكلامك يحكم عليك ".
[النبي يونان] 38 وكلمه بعض الكتبة والفريسيين فقالوا:
" يا معلم، نريد أن نرى منك آية " (22).
39 فأجابهم: " جيل فاسد فاسق يطالب بآية، ولن يعطى سوى آية النبي يونان. 40 فكما بقي يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، فكذلك يبقى ابن الإنسان في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال (23). 41 رجال نينوى يقومون يوم الدينونة مع هذا الجيل ويحكمون عليه، لأنهم تابوا بإنذار يونان، وههنا أعظم من يونان. 42 ملكة التيمن تقوم يوم الدينونة مع هذا الجيل وتحكم عليه، لأنها جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان (24)، وههنا أعظم من سليمان.
[عودة الروح النجس] 43 " إن الروح النجس، إذا خرج من الإنسان، هام (25) في القفار يطلب الراحة فلا يجدها، 44 فيقول: " أرجع إلى بيتي الذي منه خرجت ". فيأتي فيجده خاليا مكنوسا مزينا.
45 فيذهب ويستصحب سبعة أرواح أخبث منه، فيدخلون ويقيمون فيه، فتكون حالة ذلك الإنسان الأخيرة أسوأ من حالته الأولى. وهكذا يكون مصير هذا الجيل الفاسد " (26).

(21) ليس المقصود حكما نهائيا، بل تحذيرا لتجنب الحكم. قد ينكر الإنسان سر ابن الإنسان، ولكنه لا يعذر على سوء تفسير العلامة القائمة على طرد الشياطين الذي أجراه يسوع بروح الله. تستعمل صيغة المجهول لتجنب ذكر اسم الله أحيانا. وأخيرا يذكرنا هذا النص بأن الله يبقى سيد مغفرته.
(22) " آية " يوافق هذا الطلب التقليد اليهودي القائل بأن المشيح سيجري آيات تؤيده في نظر شعبه (راجع 1 قور 1 / 22 ومتى 16 / 1 و 24 / 3 و 30). ولكن طلب الفريسيين كان بسوء نية وبعدم التمييز، بين آية وعجيبة.
(23) قد تكون هذه الآية المقابلة لآية يونان إما موت وقيامة يسوع التي يشير إليها متى بذكر الأيام الثلاثة والليالي الثلاث، وإما وعظ يسوع الذي يقابل وعظ يونان في حب الله للوثنيين في نينوى (راجع 12 / 41 = لو 11 / 32).
(24) راجع 1 مل 10 / 1 - 10.
(25) هام: ذهب لا يدري إلى أين يتوجه.
(26) من الراجح أن هذا المثل الصغير، في سياق الكلام (راجع لو 11 / 24 - 26 وهو يختلف بعض الاختلاف)، لا يشير لا إلى جمال النفس التي طهرها المسيح فعادت ووقعت في الخطيئة، ولا إلى النفس البشرية التي " أفرغتها " الخطيئة من الله فأصبحت " جميلة " من وجهة نظر الشياطين، بل إلى الوضع الأخير الذي صار إليه " هذا الجيل الفاسد " (الآية 45). قد " شفاه " يسوع للمرة الأولى (الآية 15)، إلا أنه لن يلبث (تلميح إلى الدينونة الأخيرة أو إلى أيام تأليف الإنجيل) أن يعود إلى حالة أسوأ من الحالة التي سبقت تدخل يسوع.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة