الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٣
[يسوع يجعل بطرس رئيس الكنيسة] 17 فأجابه يسوع: " طوبى لك يا سمعان بن يونا، فليس اللحم والدم (8) كشفا لك هذا، بل أبي الذي في السماوات. 18 وأنا أقول لك:
أنت صخر (9) وعلى الصخر هذا سأبني كنيستي (10)، فلن يقوى عليها سلطان الموت (11). 19 وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات. فما ربطته في الأرض ربط في السماوات. وما حللته في الأرض حل في السماوات ". 20 ثم أوصى تلاميذه بألا يخبروا أحدا بأنه المسيح ".
[يسوع ينبئ أول مرة بآلامه وصلبه وقيامته] 21 وبدأ يسوع من ذلك الحين (12) يظهر لتلاميذه أنه يجب عليه أن يذهب إلى أورشليم ويعاني آلاما شديدة من الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبة ويقتل ويقوم في اليوم الثالث (13).
22 فانفرد به بطرس وجعل يعاتبه فيقول:
" حاش لك يا رب! لن يصيبك هذا! ".
23 فالتفت وقال لبطرس: " انسحب!

(8) تدل عبارة " اللحم والدم " على الإنسان بكامله بصفته كائنا مفطورا على الضعف (سي 14 / 18 و 1 قور 15 / 50 وغل 1 / 16). لقد حصل بطرس على " وحي " إلهي (اللفظ نفسه في 11 / 25 - 27 وغل 1 / 16). لكن هذا الوحي. وإن وافق يسوع عليه، له معنى قد بينت مواقف بطرس أنه لم يدركه في عمقه (16 / 22 - 23).
(9) " صخر ". ترجمة عربية للاسم الآرامي " كيفا " (صخرة) (راجع أيضا يو 1 / 42 و 1 قور 1 / 12 وغل 1 / 18 الخ).
(10) " كنيسة ". الكلمة اليونانية ترجمة راجحة لكلمة " قاهال " العبرية التي تعني " الجماعة ". ويدل هذا اللفظ هنا على الجماعة الجديدة التي أسسها يسوع وصار بطرس صخرتها. يوافق تصريح يسوع هذا ما قام به بطرس، بحسب العهد الجديد، من دور رفيع في أول أيام الكنيسة (4 / 18 و 17 / 1 ورسل 1 / 13 - 15 و 3 / 1 و 10 / 5 ويو 6 / 67 - 69 و 21 / 15 - 23 وغل 2 / 7). وتستند الكنيسة الكاثوليكية إلى هذا النص وتبني عليه تعليمها القائل بأن خلفاء بطرس يرثون رئاسته. ويعتقد التقليد الأرثوذكسي بأن جميع الأساقفة المعترفين بالإيمان القويم في أبرشياتهم هم خلفاء بطرس وخلفاء سائر الرسل. أما مفسرو الإصلاح فلا ينكرون ما كان لبطرس من مكانة ودور مميز في نشأة الكنيسة، لكنهم يرون أن يسوع لا يستهدف هنا إلا شخص بطرس.
يعد يسوع بطرس بسلطات الربط والحل، الأمر الذي كان يعني، في الدين اليهودي، التحريم والتحليل، وفي آخر الأمر الفصل من الجماعة الدينية أو القبول فيها ثانية. وتشير استعارة " مفاتيح " الملكوت إلى سلطة قامت في الدين اليهودي على تفسير الشريعة، وهنا تقوم هذه السلطة على الاعتراف بيسوع ابنا لله. ويعد يسوع بطرس بهذه السلطة، كما يعد بها، فيما بعد، مجمل التلاميذ (18 / 18)، وهي تعطى للتلاميذ المجتمعين (يو 20 / 23). وتظهر خاصة في مغفرة الخطايا وتمكن من دخول ملكوت الله. فهذا الملكوت يرتبط إذا إلى حد ما بكنيسة لم تتضح معالمها حتى الآن، مع أنها تبدو هنا منذ اليوم، من خلال سلطة بطرس، غير خالية من بعض البنيات الهيكلية.
(11) الترجمة اللفظية: " أبواب مثوى الأموات " (راجع عد 16 / 33). ترمز الأبواب إلى قدرة مثوى الأموات (راجع أي 38 / 17 وحك 16 / 13)، فلا يستطيع أن يحتجز في الموت أعضاء الكنيسة التي ألفها يسوع.
(12) لا ترد عبارة " من ذلك الحين " مرة أخرى إلا في 4 / 17، وتدل على أن يسوع أخذ يكشف رسميا عن سر ابن الإنسان المتألم والمجيد. فهناك ثلاثة إنباءات بالآلام والقيامة (16 / 21 و 17 / 22 - 23 و 20 / 17 - 19) ترافق مراحل صعود يسوع إلى أورشليم (16 / 21 - 20 / 34).
(13) يريد الإنجيلي، من إنباءات يسوع بآلامه وقيامته، أن يشدد على التدبير الإلهي وعلى طاعة يسوع في هذه الأحداث، فليس الأمر إذا مصيرا محتوما ولا حدثا طارئا. وينفرد متى بتكرار أن التلاميذ هم سامعو يسوع وفي الإشارة إلى أن أورشليم هي مكان آلامه.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة