الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٠
الإنسان (8)، بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان ".
12 فدنا التلاميذ وقالوا له: " أتعلم أن الفريسيين صدموا عندما سمعوا هذا الكلام؟ " 13 فأجابهم: " كل غرس لم يغرسه (9) أبي السماوي يقلع. 14 دعوهم وشأنهم! إنهم عميان يقودون عميانا. وإذا كان الأعمى يقود الأعمى، سقط كلاهما في حفرة ".
15 فقال له بطرس: " فسر لنا المثل " (10).
16 فأجابه: " أوأنتم حتى الآن لا فهم لكم؟
17 ألا تدركون أن ما يدخل الفم ينزل إلى الجوف، ثم يخرج في الخلاء؟ 18 وأما الذي يخرج من الفم، فإنه ينبعث من القلب، وهو الذي ينجس الإنسان. 19 فمن القلب تنبعث المقاصد السيئة والقتل والزنى والفحش والسرقة وشهادة الزور والشتائم (11). 20 تلك هي الأشياء التي تنجس الإنسان. أما الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس الإنسان ".
[شفاء ابنة الكنعانية] 21 ثم خرج يسوع من هناك وذهب إلى نواحي صور وصيدا (12). 22 وإذا امرأة كنعانية (13) خارجة من تلك البلاد تصيح:
" رحماك، يا رب! يا ابن داود، إن ابنتي يتخبطها الشيطان تخبطا شديدا ". 23 فلم يجبها بكلمة. فدنا تلاميذه يتوسلون إليه فقالوا:
" اصرفها، فإنها تتبعنا بصياحها ". 24 فأجاب:
" لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل " (14). 25 ولكنها جاءت فسجدت له وقالت: " أغثني يا رب! " 26 فأجابها: " لا

(٨) يتم التوسع في موضوع غسل اليدين (الآيات ١ - ٩) في مسألة أعم، وهي مسألة " الطاهر " و " النجس ".
وهذا الموضوع، الذي كان له دور رئيسي في الدين اليهودي المعاصر ليسوع (راجع اح ١١ - ١٦)، لا يرد إلا هنا وفي مر ٧ / ١٤ - ٢٣. يأتي يسوع بنظرة جديدة تعارض الاحتياطات الطقسية التي يراد بها صيانة الإنسان من النجاسات الآتية من الخارج، فالشر في نظر يسوع هو في باطن الإنسان، وما ينجسه هو ما يقوله (الآية ١٨: أقوال جارحة أو كاذبة) أو ما يسئ به إلى القريب (الآية ١٩: هذه الرذائل كلها تنال من الإنسان). يعبر المؤمن إذا عن الطهارة الشخصية في العلاقات مع القريب.
(٩) ورد موضوع الله الذي " يغرس " في العهد القديم عبر استعارات الكرمة (اش ٥ / ١ - ٧ وحز ١٩ / ١٠ - ١٤ وهو ١٠ / ١)، وكان لهذا الموضوع دور هام في قمران: " عندما تتم هذه الأمور في إسرائيل، يثبت مجلس الجماعة في الحق على أنه غرس أبدي ".
(١٠) راجع مر ٧ / ١٧ +.
(١١) كان مثل " لوائح الرذائل " أو " الفضائل " هذه منتشرا انتشارا واسعا في التعليم الفلسفي الشعبي في تلك الأيام وفي الدين اليهودي. إنها كثيرة في العهد الجديد (مثلا: روم 1 / 29 - 30 وغل 5 / 19 - 23 و 1 بط 4 / 3). يجدر بالذكر أن جميع هذه الانحرافات ليست مجرد فساد شخصي ينظر إليه من وجهة تأثيره في الأفراد، بل هي أيضا نيل من كرامة القريب.
(12) هنا كما في 11 / 21، لعبارة " صور وصيدا " معنى لاهوتي أيضا، فهي تدل على الأمم الوثنية التي سيكون لها نصيب في بشارة يسوع.
(13) " كنعانية ". كان الفينقيون يسمون أنفسهم كنعانيين، ولقد دل اسم كنعان، على مر التاريخ، على مناطق متعددة غير واضحة المعالم، كأرض الميعاد التي أقام فيها بنو إسرائيل الأقدمون، وفينقية في أيام يسوع. يفترض هذا النص أن المرأة هي وثنية، وهذا الأمر لا ينفي أن تكون قد سمعت بيسوع.
(14) إن جواب يسوع هذا هو صدى للتعليم الذي ألقاه في 10 / 6. فإما أن يسوع يريد أن يمتحن إيمان تلك المرأة برد طلبها لغاية تربوية أولا، وإما أنه يعد نفسه في الواقع مرسلا إلى إسرائيل في المرتبة الأولى، فتكون استجابته لطلب الوثنية في آخر الأمر إعلانا في حالة استثنائية عن دخول الوثنيين إلى الخلاص بعد موته وقيامته. هناك نصوص كثيرة لمتى تؤيد هذا التفسير (مثلا: 8 / 5 - 13 و 21 / 33 - 44 و 28 / 16 - 20). أما عبارة " الخراف الضالة من بيت إسرائيل " فقد تدل على إسرائيل كله (راجع 10 / 5 - 6) أو على الخاطئين في إسرائيل (راجع 18 / 12 - 14).
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة