الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٥
ولم يقل لهم شيئا من دون مثل، 35 ليتم ما قيل على لسان النبي:
" أتكلم بالأمثال (17) وأعلن ما كان خفيا منذ إنشاء العالم ".
[تفسير مثل الزؤان] 36 ثم ترك الجموع ورجع إلى البيت. فدنا منه تلاميذه وقالوا له: " فسر لنا مثل زؤان الحقل ". 37 فأجابهم: " الذي يزرع الزرع الطيب هو ابن الإنسان، 38 والحقل هو العالم والزرع الطيب بنو الملكوت، والزؤان بنو الشرير، 39 والعدو الذي زرعه هو إبليس، والحصاد هو نهاية العالم، والحصادون هم الملائكة. 40 فكما أن الزؤان يجمع ويحرق في النار، فكذلك يكون عند نهاية العالم:
41 يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون مسببي العثرات والأثمة كافة، فيخرجونهم من ملكوته، 42 ويقذفون بهم في أتون النار، فهناك البكاء وصريف الأسنان. 43 والصديقون يشعون حينئذ كالشمس في ملكوت أبيهم.
فمن كان له أذنان فليسمع!
[مثلا الكنز واللؤلؤة (18)] 44 " مثل ملكوت السماوات كمثل كنز دفن في حقل وجده رجل فأعاد دفنه، ثم مضى لشدة فرحه فباع جميع ما يملك واشترى ذلك الحقل.
45 " ومثل ملكوت السماوات كمثل تاجر كان يطلب اللؤلؤ الكريم، 46 فوجد لؤلؤة ثمينة، فمضى وباع جميع ما يملك واشتراها.
[مثل الشبكة] 47 " ومثل ملكوت السماوات كمثل شبكة ألقيت في البحر فجمعت من كل جنس (19).
48 فلما امتلأت أخرجها الصيادون إلى الشاطئ وجلسوا فجمعوا الطيب في سلال وطرحوا الخبيث. 49 وكذلك يكون عند نهاية العالم (20): يأتي الملائكة فيفصلون الأشرار

(17) الترجمة اللفظية: " افتح فمي للأمثال ". خلافا للدافع الأول إلى الكلام بالأمثال (13 / 10 - 15)، ينسب هذا الشرح الثاني فن الأمثال الذي استخدمه يسوع إلى ما يقتضيه الوحي بالأسرار الإلهية.
(18) إن اعتبرنا هذين المثلين بغض النظر عن سياق الكلام، وجدنا أن لهما أكثر من معنى ممكن: قيمة الكنز واللؤلؤة وفرح الاكتشاف وواجب بيع كل شئ للحصول على الملكوت. وموضوع الملكوت " المخفي / المكشوف " هو موضوع رئيسي ويعبر عنه في جو من الفرح. وإن وضع هذان المثلان في الإطار الذي وردا فيه، أي بين تهديدين شديدين (13 / 42 و 50)، أصبحا حثا على بيع كل شئ للحصول على ذلك الفرح الفريد.
(19) يشدد هذا المثل (13 / 47 - 48)، كما فعل مثل الزؤان، على وجود الأشرار والأبرار معا حتى آخر الأزمنة.
لكنه لا يلفت الانتباه إلى صبر المؤمنين، بل إلى التهديد الذي يتعرض له " الأشرار ".
(20) هذا الشرح هو توسع في الكلمات المأخوذة في شرح " الزؤان " (13 / 40 - 43). يقتصر المثل على ذكر الأشرار، مشددا على وجهه التهديدي، كما دعا يسوع في 7 / 24 - 27 إلى عدم الاستهانة بتعليمه. ينهي هذا المثل تعليم مثلي الكنز واللؤلؤة، فيدعو إلى اختيار الفرح، لا الدموع.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة