الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٤
فهو الذي يسمع الكلمة، ويكون له من هم الحياة الدنيا وفتنة الغنى (9) ما يخنق الكلمة فلا تخرج ثمرا. 23 وأما الذي زرع في الأرض الطيبة، فهو الذي يسمع الكلمة ويفهمها فيثمر ويعطي بعضه مائة، وبعضه ستين، وبعضه ثلاثين ".
[مثل الزؤان] 24 وضرب لهم مثلا آخر (10) قال: " مثل ملكوت السماوات كمثل رجل زرع زرعا طيبا في حقله. 25 وبينما الناس نائمون، جاء عدوه فزرع بعده بين القمح زؤانا (11) وانصرف.
26 فلما نمى النبت وأخرج سنبله، ظهر معه الزؤان. 27 فجاء رب البيت خدمه وقالوا له: " يا رب، ألم تزرع زرعا طيبا في حقلك؟ فمن أين جاءه الزؤان؟ " 28 فقال لهم: " أحد الأعداء فعل ذلك ". فقال له الخدم: " أفتريد أن نذهب فنجمعه؟ " 29 فقال: " لا، مخافة أن تقلعوا القمح وأنتم تجمعون الزؤان، 30 فدعوهما ينبتان معا إلى يوم الحصاد (12)، حتى إذا أتى وقت الحصاد، أقول للحصادين: إجمعوا الزؤان أولا واربطوه حزما ليحرق. وأما القمح فاجمعوه وأتوا به إلى أهرائي ".
[مثل حبة الخردل] 31 وضرب لهم مثلا آخر (13) قال: " مثل ملكوت السماوات كمثل حبة خردل (14) أخذها رجل فزرعها في حقله. 32 هي أصغر البزور كلها، فإذا نمت كانت أكبر البقول، بل صارت شجرة حتى إن طيور السماء تأتي فتعشش في أغصانها " (15).
[مثل الخميرة] 33 وأورد لهم مثلا أخر قال: " مثل ملكوت السماوات كمثل خميرة أخذتها امرأة، فجعلتها في ثلاثة مكاييل من الدقيق حتى اختمرت كلها " (16).
34 هذا كله قاله يسوع للجموع بالأمثال،

(٩) تذكر عبارة " هم الحياة الدنيا وفتنة الغنى " بالعظة على الجبل (متى ٦ / ٢٤ - ٣٤). وخلافا لما ورد في مر ٤ / ١٩، فإن متى لا يتكلم على الشهوات.
(١٠) إن هذا المثل، الذي يواصل مثل الزارع، يقصر كلامه على الأرض الطيبة ويمدد الزمن حتى الحصاد. مراده التأكيد على وجود فترة انتقالية طويلة تظهر في أثنائها أعمال العدو. فلا بد من الصبر، على مثال الله، والتغاضي عن اختلاط الأبرار والأشرار. ولن تكون الدينونة وانتصار الله إلا في النهاية. هذا المثل رد ليسوع على قليلي الصبر جميعا، كيوحنا السابق (قارن بين ١٣ / ٣٠ و ٣ / ١٢).
(١١) " الزؤان " اسم جمع يدل على النباتات المضرة بالزرع: شوك وقراص الخ (اش ٣٤ / ١٣ وهو ٩ / ٦).
(١٢) " الحصاد ". استعارة كتابية تقليدية ترمز إلى الدينونة في آخر الأزمنة (راجع متى ٣ / ١٢ + و ١٣ / ٣٧ +، واش ١٧ / ٥ وار ١٣ / ٢٤ ورؤ ١٤ / ١٤ - ٢٠).
(١٣) العبرة هي في التفاوت بين صغر البداية وبهاء النهاية، ولا يذكر النمو إلا في جملة معترضة (13 / 32).
يستوحي المثل من اش 17 / 23 (غصن يقطع فيصير أرزا جليلا) ومن دا 4 / 9 و 18 (طيور السماء). يدعو هذا المثل الإنسان إلى أن يرى، من خلال حياة يسوع الوضيعة، مجده بعد القيامة.
(14) " حبة الخردل ": عبارة " صغير كحبة الخردل " عبارة كان يضرب بها المثل.
(15) راجع حز 17 / 23 ودا 4 / 9 و 18.
(16) إلى عبرة التفاوت التي نستخلصها من مثل حبة الخردل تضاف فكرة اختفاء الخميرة وتحول العجين. وخاتمة المثل لا تدعو إلى تركيز الانتباه على الصبر مدة الزمن الانتقالي، بل تبرز ما هناك من تفاوت بين صغر الخميرة وضخامة العجين الذي يختمر.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة