الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٧
أكون له حجر عثرة " (4).
7 فلما انصرفوا، أخذ يسوع يقول للجموع في شأن يوحنا: " ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ أقصبة تهزها الريح؟ 8 بل ماذا خرجتم ترون؟ أرجلا يلبس الثياب الناعمة؟ ها إن الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في قصور الملوك. 9 بل ماذا خرجتم ترون؟ أنبيا؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبي. 10 فهذا الذي كتب في شأنه:
" هاءنذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك ".
11 الحق أقول لكم: لم يظهر في أولاد النساء أكبر من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أكبر منه.
12 فمنذ أيام يوحنا المعمدان إلى اليوم ملكوت السماوات يؤخذ بالجهاد، والمجاهدون يختطفونه (5). 13 فجميع الأنبياء قد تنبأوا، وكذلك الشريعة، حتى يوحنا (6). 14 فإن شئتم أن تفهموا، فهو إيليا المنتظر رجوعه (7). 15 من كان له أذنان فليسمع!
[غباوة هذا الجيل] 16 فبمن أشبه هذا الجيل؟ يشبه أولادا قاعدين في الساحات يصيحون بأصحابهم:
17 " زمرنا لكم فلم ترقصوا ندبنا لكم فلم تضربوا صدوركم ".
18 جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا:
لقد جن (8). 19 جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقالوا: هو ذا رجل أكول شريب للخمر صديق للعشارين والخاطئين. إلا أن الحكمة زكتها أعمالها " (9).

(4) في شخص يسوع يفتتح الملكوت، فيبقى يوحنا عند العتبة، بينه وبين يسوع وتلاميذه انفصال يقوم على جذرية الإنجيل.
(5) هناك تفسيران رئيسيان لهذه العبارة: 1) وفقا لما ورد في لو 13 / 24 حيث يدعى التلميذ إلى " الاجتهاد للدخول من الباب الضيق "، ولما ورد في لو 16 / 16 حيث " كل امرئ ملزم بدخول الملكوت "، يدور الكلام هنا على عنف الأبرار أو على ملكوت السماوات الذي يشق طريقه بعنف. لكن هذا التفسير المنسجم مع إنجيل لوقا لا يستند إلا إلى القسم الأول من الآية، لأن لفظ " المجاهدون " يدل دائما في الإنجيل على الأعداء والمهاجمين. 2) وهناك تفسير ثان يرى أن يسوع يستهدف الخصوم الذين يمنعون الناس من دخول الملكوت. فإن مجئ ملكوت الله يثير العنف. وهناك من يعتقد بإمكانية تحديد أولئك الخصوم: هم الغيورون الذين يريدون أن يقيموا هذا الملكوت بالسلاح، أو قوى الشر التي تحاول أن تسيطر على مملكة العالم وبذلك تنتزعها من الأبرار.
(6) جاء " يوحنا " السابق ليتم زمن العهد القديم:
كان خلفا لآخر الأنبياء ملاخي، وحقق النبوءة الأخيرة:
" هاءنذا أرسل إليكم إيليا النبي.. " (ملا 3 / 23 وراجع متى 11 / 14).
(7) راجع ملا 3 / 23 - 24 +. يشار إلى النبوءة نفسها في متى 17 / 11 - 13. راجع 17 / 3 +.
(8) الترجمة اللفظية: " به شيطان ". في العبارة استعارة كما في يو 7 / 20، ولا تعني المس من الشيطان.
(9) المقصود هو، إما، للتهكم، " حكمة " الجيل الذي أدت أعماله إلى نبذ يوحنا المعمدان، ثم نبذ يسوع، وإما يسوع نفسه، " حكمة " الله (راجع 12 / 42، و 1 قور 1 / 24)، وإما تدبير الله الخلاصي الذي ظهر بره عن طريق أعمال يوحنا المعمدان ويسوع، بالرغم من مقاومة " هذا الجيل " (الآية 16).
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة