الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٢
أبرأك " (22). فبرئت المرأة من ساعتها.
23 ولما وصل يسوع إلى بيت الوجيه ورأى الزمارين والجمع في ضجيج، قال:
24 " انصرفوا! فالصبية لم تمت، وإنما هي نائمة " (23)، فضحكوا منه. 25 فلما أخرج الجمع، دخل وأخذ بيد الصبية فنهضت (24).
26 وذاع الخبر في تلك الأرض كلها (25).
[9 - شفاء أعميين] 27 ومضى يسوع في طريقه فتبعه أعميان يصيحان: " رحماك يا ابن داود! " (26) 28 فلما دخل البيت دنا منه الأعميان. فقال لهما يسوع:
أتؤمنان بأني قادر على ذلك؟ " فقالا له:
" نعم، يا رب ". 29 فلمس أعينهما وقال:
" فليكن لكما بحسب إيمانكما ". 30 فانفتحت أعينهما. فأنذرهما يسوع بلهجة شديدة قال:
" إياكما أن يعلم أحد " (27) 31 ولكنهما خرجا فشهراه في تلك الأرض كلها.
[10 - شفاء أخرس ممسوس] 32 وما إن خرجا حتى أتوه بأخرس ممسوس (28). 33 فلما طرد الشيطان تكلم الأخرس، فأعجب الجموع وقالوا: " لم ير مثل هذا قط في إسرائيل! " 34 أما الفريسيون فقالوا: " إنه بسيد الشياطين يطرد الشياطين ".
[يسوع يشفق على الجموع] 35 وكان يسوع يسير في جميع المدن والقرى يعلم في مجامعهم ويعلن بشارة الملكوت ويشفي الناس من كل مرض وعلة (29). 36 ورأى الجموع فأخذته الشفقة عليهم، لأنهم كانوا تعبين رازحين (30)، كغنم

(٢٢) أو " خلصك ". كثيرا ما ورد هذا الفعل اليوناني بمعنى " خلص " (١٠ / ٢٢ و ٢٤ / ١٣ ورسل ٢ / ٤٧ و ٤ / ١٢ و ١٦ / ٣٠)، للدلالة على الصلة الوثيقة التي تربط بين " الخلاص " و " الصحة ". غالبا ما ترد العبارة في الإنجيل (مر ١٠ / ٥٢ ولو ٧ / ٥٠ و ١٧ / ١٩ و ١٨ / ٤٢). وفي إمكاننا أن نفهمها في أبعادها العميقة الثلاثة، وهي لا تتنافى: ١) إيمانك في حد ذاته خلصك. ٢) إيمانك خلصك لأنه أدخلك في صلة بي، وأنا وحدي صاحب الخلاص. ٣) بما إن إيمانك هو الموقف الذي أرضى عنه، وهو فعل ثقة، فإني ألبي طلبك (راجع لو ٧ / ٥٠ +).
(٢٣) راجع لو ٨ / ٥٢ +.
(٢٤) راجع لو ٧ / ١٤ +.
(٢٥) خلافا لما فعل مرقس ولوقا، مشددين على السر المشيحي، لا يذكر متى النهي عن نشر الخبر.
(٢٦) " ابن داود ". للمرة الأولى يطلق على يسوع هذا اللقب الشعبي الخاص بالمشيح (راجع ١٥ / ٢٢ و ٢٠ / ٣٠ - ٣١ و ٢١ / ٩ و ١٥ وراجع لو ٣ / ٢٣ +).
(٢٧) فإن يسوع، خلافا لما نجده في إنجيل متى، يفرض بقساوة على الأعميين كتمان السر. لا شك أن سبب هذا النهي هو أن أعميي أريحا يهتفان ليسوع معلنين أنه ابن داود (الآية ٢٧).
(٢٨) يختم متى عرضه لملامح المشيح بالأقوال والأفعال (٤ / ٢٥ - ٩ / ٣٤)، فيروي رواية يكررها في ١٢ / ٢٢ - ٢٤. لا شك أنه يريد الإخبار عن الخلاف الذي سببه نشاط يسوع (راجع يو ٧ / ٤٠ - ٤٣).
(٢٩) بهذا التلخيص لنشاط يسوع، الذي يذكر ب‍ ٤ / ٢٣ - ٢٥، يستهل متى بابا جديدا: التعليمات الخاصة بالرسالة والتي زود يسوع بها الرسل (10 / 5 - 15)، يضيف إليها بعض الوصايا المأخوذة من نصوص أخرى.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة