الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٣٨
17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يتلقاه لأنه لا يراه ولا يعرفه (18).
أما أنتم فتعلمون أنه يقيم عندكم ويكون فيكم.
18 لن أدعكم يتامى، فإني أرجع إليكم.
19 بعد قليل لن يراني العالم.
أما أنتم فسترونني لأني حي ولأنكم أنتم أيضا ستحيون (19).
20 إنكم في ذلك اليوم (20) تعرفون أني في أبي وأنكم في وأني فيكم (21).
21 من تلقى وصاياي وحفظها (22) فذاك الذي يحبني والذي يحبني يحبه أبي وأنا أيضا أحبه فأظهر له نفسي ".
22 قال له يهوذا، غير الإسخريوطي (23):
" يا رب، ما الأمر حتى إنك تظهر نفسك لنا ولا تظهرها للعالم؟ " (24) 23 أجابه يسوع:
" إذا أحبني أحد حفظ كلامي فأحبه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مقاما (25).
24 ومن لا يحبني لا يحفظ كلامي.
والكلمة التي تسمعونها ليست كلمتي بل كلمة الآب الذي أرسلني.
25 قلت لكم هذه الأشياء وأنا مقيم عندكم 26 ولكن المؤيد، الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي (26) هو يعلمكم جميع الأشياء ويذكركم جميع ما قلته لكم (27).

(18) إن " الروح " الذي يمنحه المسيح، وهو الحق، يساعد التلاميذ على التقدم في المعرفة (16 / 13) وفي تأدية الشهادة له (15 / 27 وراجع 1 يو 4 / 6 و 5 / 6). روح الحق يعارض روح الضلال (1 يو 4 / 5) والكذب المسيطر على العالم (8 / 44).
(19) بينما يعجز العالم بسبل معرفته الخاصة أن يعرف يسوع القائم من الموت (7 / 34 و 8 / 21)، سيختبر التلاميذ حضوره ويشاركونه في حياته الجديدة، وكذلك من سيؤمنون بناء على شهادتهم. وهذه المعرفة وهذه المشاركة في حياة القائم من الموت تمهدان وتستبقان ما سيتم عند مجئ المسيح (1 يو 3 / 1 - 2).
(20) عبارة مألوفة في العهد القديم للدلالة على مجئ الزمن الأخيري (اش 2 / 17 و 4 / 1 - 2 وار 4 / 9 وزك 2 / 15). تبتدئ الأزمنة الأخيرة بقيامة يسوع التي يشترك فيها المؤمنون. لقد أعطي كل شئ بقيامة المسيح، لكن كل شئ يبقى منفتحا على الاكتمال.
(21) إن العلاقات التي تربط التلاميذ بيسوع تمكن وحدها من اكتشاف حقيقة العلاقة القائمة بين يسوع والأب.
(22) بمعنى مزدوج: " عرف " و " مارس بثبات ".
وهناك أزواج كلمات مثل: سمع وحفظ (12 / 47) وسمع وآمن (5 / 24). وهذه الطاعة هي التعبير عن المحبة، فإنها تمكن من معرفة محبة الآب على وجه ظاهر من خلال ظهور المسيح.
(23) راجع 6 / 16 + ورسل 1 / 13. قد يكون تداوس الوارد ذكره في متى 10 / 3 ومر 3 / 18.
(24) لا يفهم التلميذ الذي لم يختبر فصح المسيح أن يكون هناك طريقة وجود أخرى تفترض معرفة جديدة.
(25) يجيب يسوع عن السؤال بوجه غير مباشر، فيقول إنه هو وأبوه يقيمان بوجه نهائي عند الذين يحفظون كلامه بممارسة المحبة: هكذا يتحقق طموح المؤمنين الذين عاشوا في العهد القديم (راجع 1 مل 8 / 27 وحز 37 / 26 - 27 وزك 2 / 14).
(26) إن إرسال الروح من قبل الآب هو تلبية لطلب يسوع (14 / 13 - 14 و 15 / 16 و 16 / 23 - 26) ويرتبط برسالته ارتباطا وثيقا.
(27) إن التلاميذ الذين سبق لهم أن شاركوا يسوع في حياته في الأرض (15 / 27 ورسل 1 / 21) يحفظون ذكرى ما عمله وقاله، وسيساعدهم روح المسيح القائم من الموت على إدراك معنى أعماله العميق (2 / 22 و 12 / 16). والروح يعلمهم كل شئ (راجع 15 / 26 و 16 / 13 - 15)، إذ يجعلهم يتفهمون حقيقة يسوع ومعنى الأشياء في صلتها به تفهما تدريجيا.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة