الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٣٣
حدوده (5). 2 وفي أثناء العشاء، وقد ألقى إبليس في قلب يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يسلمه (6)، 3 وكان يسوع يعلم أن الآب جعل في يديه كل شئ (7)، وأنه خرج من الله (8)، وإلى الله يمضي (9)، 4 فقام عن العشاء فخلع ثيابه، وأخذ منديلا فائتزر به، 5 ثم صب ماء في مطهرة وأخذ يغسل أقدام التلاميذ (10)، ويمسحها بالمنديل الذي ائتزر به. 6 فجاء إلى سمعان بطرس فقال له: " أأنت، يا رب، تغسل قدمي؟ " (11) 7 أجابه يسوع: " ما أنا فاعل، أنت لا تعرفه الآن، ولكنك ستدركه بعد حين ". 8 قال له بطرس: " لن تغسل قدمي أبدا ". أجابه يسوع: " إذا لم أغسلك فلا نصيب لك معي " (12). 9 فقال له سمعان بطرس: " يا رب، لا قدمي فقط، بل يدي ورأسي أيضا ". 10 فقال له يسوع: " من استحم لا يحتاج إلا إلى غسل قدميه (13)، فهو كله طاهر (14). وأنتم أيضا أطهار، ولكن لا كلكم " (15). 11 فقد كان يعرف من سيسلمه، ولذلك قال: لستم كلكم أطهارا. 12 فلما غسل أقدامهم لبس ثيابه وعاد إلى المائدة فقال لهم: " أتفهمون ما صنعت إليكم؟
13 أنتم تدعونني " المعلم والرب " وأصبتم فيما تقولون، فهكذا أنا. 14 فإذا كنت أنا الرب والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض.
15 فقد جعلت لكم من نفسي قدوة لتصنعوا أنتم أيضا ما صنعت إليكم (16).

(5) سيشدد يوحنا بعد الآن على أن " المحبة " هي التي تضفي على عمل يسوع وعلى آلامه بوجه خاص كل معناها (13 / 34 و 15 / 9 و 17 / 23 و 1 يو 3 / 16 وراجع غل 2 / 20 و 2 قور 5 / 14 وروم 5 / 8 و 8 / 35 واف 3 / 19 و 5 / 1 - 2). والأحداث الفصحية هي الفصل الأخير والتعبير النهائي لتلك المحبة المخلصة.
(6) يرينا يوحنا، في خلفية التاريخ، قدرة الشيطان وحضوره الفعال (راجع 6 / 71 و 8 / 44 و 12 / 31 و 13 / 27 و 16 / 11 ولو 22 / 3).
(7) راجع 3 / 35 و 5 / 19 - 20 و 36 و 6 / 37 و 39 و 17 / 11 ومتى 11 / 27 ولو 10 / 22.
(8) راجع 8 / 42 و 16 / 27 - 28 و 17 / 8.
(9) راجع 7 / 33 - 34 و 16 / 28 و 3 / 13 - 15 و 6 / 62.
(10) كان " غسل قدمي " أحد يعد عملا مذلا، لا يفرض حتى على عبد يهودي، لكنه قد يصبح أسمى وجه للتعبير عن البر بأب أو معلم. يشبه عمل يسوع تلك الأعمال الرمزية التي قام بها بعض الأنبياء.
(11) يحكم بطرس بحسب المقاييس البشرية (7 / 24 و 8 / 15) فلا يقبل عملا مذلا يعارض حبه للمشيح والصورة التي كونها عنه (راجع متى 16 / 22).
(12) على بطرس أن يقبل منذ الآن عمل التواضع الذي قام به يسوع، وهو يجعل نفسه في خدمته ليطهره، إن أراد أن يفهم بعدئذ وضع المعلم ويشاركه فيه، وأن ينتقل معه من العذاب إلى المجد.
(13) يخشى على بطرس أن يحصر الآن عمل يسوع في أبعاده المادية: لا يهدف عمل يسوع أولا إلى التطهير، والمهم أن يقبل الإنسان في الإيمان ما يرمز إليه في هذا العمل. قد يكون في ذلك إشارة إلى المعمودية.
(14) في اليونانية، تدل الكلمة نفسها على " نظيف " و " طاهر ".
(15) ليس في الأطهار الذي أتى به يسوع من مفعول تلقائي، فلقد غسل يهوذا دون أن يطهر فعلا (1 قور 11 / 26).
(16) يعبر غسل الأقدام تعبيرا رمزيا عما كان جوهر حياة يسوع وآلامه، وهو المحبة التي تقوم بأوضع الخدمات لخلاص البشر. وهذا النمط الحياتي هو أساس لمقدرة التلاميذ على الاقتداء بالرب وإلزامهم بهذا الاقتداء (راجع 13 / 34 و 15 / 12).
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة