الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٤١
13 ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه (13).
14 فإن عملتم بما أوصيكم به كنتم أحبائي.
15 لا أدعوكم خدما بعد اليوم (14) لأن الخادم لا يعلم ما يعمل سيده.
فقد دعوتكم أحبائي (15) لأني أطلعتكم على كل ما سمعته من أبي.
16 لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم (16) وأقمتكم (17) لتذهبوا فتثمروا ويبقى ثمركم (18) فيعطيكم الآب كل ما تسألونه باسمي (19).
17 ما أوصيكم به هو:
أحبوا بعضكم بعضا.
[بغض العالم ليسوع وتلاميذه] 18 إذا أبغضكم العالم فاعلموا أنه أبغضني قبل أن يبغضكم (20).
19 لو كنتم من العالم لأحب العالم ما كان له (21).
ولكن، لأنكم لستم من العالم إذ إني اخترتكم من بين العالم فلذلك يبغضكم العالم (22).
20 أذكروا الكلام الذي قلته لكم:
ما كان الخادم أعظم من سيده.

(١٣) كان موت يسوع على الصليب أسمى تعبير عن محبته للآب (١٤ / ٣٠)، ولكنه كان أيضا ذروة محبته للتلاميذ الذين جعل منهم أصدقاءه (١٣ / ١ و ٣٤). هذا هو الأساس والمقياس للمحبة الأخوية.
(١٤) يعد " الخادم " منفذ أوامر لا يدرك معناها. أما " الصديق " فإنه يطيع عن بصيرة. ويسوع يعامل تلاميذه معاملة الأصدقاء، بما أنه كشف لهم مقاصد الآب كشفا تاما، أي محبة الآب. ولذلك فإن طاعتهم، التي هي عمل محبة، هي أيضا عمل حرية (راجع ٨ / ٣١ - ٣٦ بما فيه من تعارض بين خادم وابن وترابط بين حرية ومعرفة الحق).
(١٥) وحي يسوع كامل، لكنه لن يفهم إلا تدريجيا بفضل موهبة الروح (راجع ١٦ / ١٣).
(١٦) كل صداقة تفترض وجود اختيار متبادل حر، لكن يوحنا يركز على ما ل‍ " الاختيار " الذي قام به يسوع من أولوية مطلقة. وبذلك يتناول يوحنا بدوره موضوعا هاما من مواضيع العهد القديم (تث ٧ / ٦ - ٨ وعا ٣ / ٢ و ٧ / ١٥ واش ٤١ / ٨ و ٤٣ / ٢٠ و ٤٤ / ٢ و ٤٥ / ٤ و ٦٥ / ٩ و ١٥ و ٢٢) تعرفه الأناجيل الإزائية حق المعرفة (مر ٣ / ١٣ ولو ٦ / ١٣).
وفي إنجيل يوحنا، يبدو اختيار يسوع المتعلق بالتلاميذ خاصة (راجع ٦ / ٧٠) تعبيرا عن اختيار الآب (٦ / ٤٤ و ١٧ / ٢).
ويتحقق الاختيار الأزلي بدعوة التلاميذ التي لبوها بالإيمان.
(١٧) إن الفعل اليوناني، المترجم بفعل " أقام " يعبر عن " وضع امرئ في منصب " وتزويده بما يمكنه من القيام به قياما فعالا (راجع رسل ١٣ / ٤٧ و ٢٠ / ٢٨ و ١ قور ١٢ / ٢٨ و ٢ طيم ١ / ١١). فالرب يولي التلاميذ منصب الرسالة (راجع مر ٣ / ١٤ و ٦ / ٧ ومتى ١٠ / ١ ولو ٩ / ١).
(١٨) تهدف الرسالة إلى إشراك البشر في الحياة الأبدية الموهوبة في يسوع (راجع ٤ / ٣٦).
(١٩) إن الصلاة الواثقة والمتكلة على عون يسوع هي وجه جوهري من وجوه الصداقة والرسالة، والفعالية الرسولية متوقفة عليها توقفا جذريا (راجع 14 / 13 و 16 / 24 - 26).
(20) بما أن التلاميذ متحدون اتحادا حياتيا بيسوع، فإنهم سيشاركون مشاركة أليمة في الاضطهاد الذي يثيره عليه بغض العالم، فالعداء القائم بين العالم والله هو وجه جوهري من وجوه تاريخ الخلاص، ولا يفلت منه أحد (راجع مر 13 / 9 - 13 ومتى 10 / 17 - 22 و 34 - 39 و 1 تس 2 / 15 - 16 و 1 يو 3 / 13).
(21) راجع 7 / 7.
(22) راجع 17 / 14.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة