الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٤٠
4 أثبتوا في وأنا أثبت فيكم.
وكما أن الغصن، إن لم يثبت في الكرمة لا يستطيع أن يثمر من نفسه فكذلك لا تستطيعون أنتم أن تثمروا إن لم تثبتوا في (5).
5 أنا الكرمة وأنتم الأغصان.
فمن ثبت في وثبت فيه فذاك الذي يثمر ثمرا كبيرا لأنكم، بمعزل عني لا تستطيعون أن تعملوا شيئا (6).
6 من لا يثبت في يلق كالغصن إلى الخارج فييبس فيجمعون الأغصان ويلقونها في النار فتشتعل (7).
7 إذا ثبتم في وثبت كلامي فيكم فاسألوا ما شئتم يكن لكم.
8 ألا إن ما يمجد به أبي أن تثمروا ثمرا كثيرا وتكونوا لي تلاميذ (8).
9 كما أحبني الآب فكذلك أحببتكم أنا أيضا (9).
أثبتوا في محبتي.
10 إذا حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته (10).
11 قلت لكم هذه الأشياء ليكون بكم فرحي فيكون فرحكم تاما (11).
12 وصيتي هي:
أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم (12).

(5) " الثبات " عند الإنسان هو المحافظة بعزم ونشاط على ما أعطي في الماضي والتمسك به في الحاضر والنظر إلى المستقبل انطلاقا منه. بهذا المعنى أيضا يثبت المؤمن في الكلام (8 / 31) وفي المحبة (15 / 9 - 10) وفي النور (1 يو 2 / 10) وفي الله (1 يو 4 / 13 - 16). وبالعكس ف‍ " الثبات "، في نظر الله أو في نظر يسوع، يعبر عن ثبات عطايا الخلاص الممنوحة للمؤمنين (1 يو 2 / 27 و 3 / 9 و 15 و 4 / 12 و 15). وبالأمانة يربط المؤمن حياته، بدون مقابل، بالمسيح الذي تمنح فيه عطايا الله للأبد، وهذه الأمانة تفترض أيضا تطابقا فعالا ومعرفة تدريجية.
(6) لا ينكر واقع المشاريع البشرية وقيمتها الخاصة، ولكن لا بد من الاعتراف بأنها تصب آخر الأمر في الفراغ، إن لم يكن المقدمون عليها ثابتين في المسيح، فإنه وحده يستطيع أن يضفي على حياتهم قيمة الأبدية (راجع 1 / 3).
(7) كما يقطع الغصن اليابس ويتلف، هكذا يفصل التلميذ غير الوفي من جماعة المسيح ويفقد كل اشتراك في الحقيقة الأخيرية.
(8) إن مجد الآب المتجلي في يسوع يتجلى أيضا بفضل الذين يثمرون ثمار المحبة بحكم تمسكهم به.
(9) إن محبة يسوع لأبيه بالطاعة، التي تقابلها محبة الآب الذي يمجده، هي الأساس والمثال للوجود المسيحي الذي يعبر عنه بالمحبة.
(10) إن المحبة المتجاوبة مع محبة المسيح تترجم في الواقع بخصب ناتج عن حفظ وصاياه (14 / 15 و 21) أو بوصية المحبة الأخوية (15 / 12 و 13 / 34 و 1 يو 2 / 3 - 8 و 3 / 22 - 23).
(11) " الفرح " علامة حياة تنمو، ولذلك كان يعد في العهد القديم ميزة زمن الخلاص والسلام الأخيري (اش 9 / 2 و 35 / 10 و 55 / 12 و 65 / 18 وصف 3 / 14 ومز 126 / 3 - 5)، ويرد هذا الموضوع في الأناجيل أيضا (متى 25 / 21 - 23 ولو 1 / 14 و 2 / 10). وفي إنجيل يوحنا، يبدو فرح المسيح القائم من الموت، منذ الآن، نصيب التلاميذ الذين يحيون بالحياة الجديدة. ولا بد أن يتملك هذا الفرح الإنسان بكامله فيبلغ هكذا نوعا من الملء (راجع 17 / 13 و 1 يو 1 / 4 و 2 يو 12). وليس من المستحيل أن يتواجد مع الألم (16 / 20 - 24 و 14 / 28).
(12) راجع 13 / 34.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة