الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٢٢
كان يجري، فحار في الأمر (4)، لأن بعض الناس كانوا يقولون: " إن يوحنا قام من بين الأموات "، 8 وبعضهم: " " إن إيليا ظهر " (5)، وغيرهم: " إن نبيا من الأنبياء الأولين قام ". 9 على أن هيرودس قال: " أما يوحنا فقد قطعت أنا رأسه. فمن هذا الذي أسمع عنه مثل هذه الأمور؟ " وكان يحاول أن يراه (6).
[رجوع الرسل ومعجزة الخبز والسمك] 10 ولما رجع الرسل (7) أخبروا يسوع بكل ما عملوا، فمضى بهم واعتزل وإياهم عند مدينة يقال لها بيت صيدا (8)، 11 لكن الجموع علموا بالأمر فتبعوه، فاستقبلهم وكلمهم على ملكوت الله، وأبرأ الذين يحتاجون إلى الشفاء (9).
12 وأخذ النهار يميل، فدنا إليه الاثنا عشر وقالوا له: " اصرف الجمع ليذهبوا إلى القرى والمزارع المجاورة، فيبيتوا فيها (10) ويجدوا لهم طعاما، لأننا هنا في مكان قفر ". 13 فقال لهم: " أعطوهم أنتم ما يأكلون ". فقالوا: " لا يزيد ما عندنا على خمسة أرغفة وسمكتين، إلا إذا مضينا نحن فاشترينا لجميع هذا الشعب طعاما ". 14 وكانوا نحو خمسة آلاف رجل.
فقال لتلاميذه: " أقعدوهم فئة فئة، في كل واحدة منها نحو الخمسين " (11). 15 ففعلوا فأقعدوهم جميعا. 16 فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع عينيه نحو السماء، ثم باركها (12) وكسرها وجعل يناولها تلاميذه ليقدموها للجمع. 17 فأكلوا كلهم حتى شبعوا، ورفع ما فضل عنهم: اثنتا عشرة قفة من الكسر (13).
[بطرس يشهد بأن يسوع هو المسيح (14)] 18 واتفق أنه كان يصلي (15) في عزلة (16)

(4) في متى 14 / 2 ومر 6 / 16، يعتقد هيرودس بأن يوحنا المعمدان قد قام من بين الأموات في شخص يسوع.
(5) كما أنبأ به ملا 3 / 23 (راجع متى 17 / 10 ومر 9 / 11).
(6) يمهد لوقا هنا ل‍ 23 / 8.
(7) راجع مر 6 / 35 +.
(8) يحدد لوقا موقع الحدث بالقرب من هذه المدينة، في حين أن التلاميذ، في مر 6 / 45، يتوجهون نحوها بعد معجزة تكثير الأرغفة.
(9) " يعلم " يسوع كما في مر 6 / 34، و " يبرئ " كما في متى 14 / 14 و 15 / 30.
(10) لا يذكر هذا الاهتمام بالمبيت لا عند متى ولا عند مرقس، وهو لا يوافق ما يعرف عن العادات الفلسطينية، فلا شك أن لوقا هو الذي أتى به لكونه يونانيا.
(11) راجع مر 6 / 40 +.
(12) يفتتح يسوع تناول الطعام بالبركة، على طريقة اليهود. والحركات التي يقوم بها تذكر بالألفاظ نفسها التي تذكر بها حركاته في العشاء الأخير. إلا أن لوقا يتكلم هنا على " تبريك " الأرغفة وفي 22 / 19 على الشكر.
(13) راجع متى 14 / 20 +.
(14) بعد أن انفرد يسوع بتلاميذه، دعاهم إلى أن يعلنوا موقفهم من رسالته. فشهد بطرس أنه مشيح باسمهم جميعا. فتحاشى يسوع على الفور ما هناك من التباس في المشيحية الدنيوية، منبئا بموته الوشيك. ورد هذا الحدث الحاسم في إنجيل لوقا، كما في إنجيل يوحنا، بعد تكثير الأرغفة. أما متى 14 / 22 - 16 / 12 ومر 6 / 45 - 8 / 26، فإنهما يجعلان بين الحدثين رحلة طويلة إلى أرض الوثنيين.
(15) راجع 3 / 21 +.
(16) ورد في متى 16 / 13 ومر 8 / 27 أن المشهد وقع في ناحية قيصرية فيلبس. أما يوحنا فإنه يجعله في كفرناحوم.
ويقتصر لوقا على الإشارة إلى انفراد يسوع بتلاميذه.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة