الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٢٠
ويسوقه الشيطان إلى البراري (39). 30 فسأله يسوع: " ما اسمك؟ (40) " قال: " جيش " لأن كثيرا من الشياطين كانوا قد دخلوا فيه.
31 فسألوه ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية (41).
32 وكان يرعى هناك في الجبل قطيع كبير من الخنازير، (42) فسألوه أن يأذن لهم بالدخول فيها، فأذن لهم. 33 فخرج الشياطين من الرجل ودخلوا في الخنازير، فوثب القطيع من الجرف إلى البحيرة فغرق.
34 فلما رأى الرعاة ما جرى، هربوا ونقلوا الخبر إلى المدينة والمزارع. 35 فخرج الناس ليروا ما جرى. وجاؤوا إلى يسوع، فوجدوا الرجل الذي خرج منه الشياطين جالسا عند قدمي يسوع (43)، لابسا، صحيح العقل، فخافوا. 36 فأخبرهم الشهود كيف نجا الممسوس (44). 37 فسأله أهل ناحية الجرجسيين كلهم أن ينصرف عنهم، لما نالهم من الخوف الشديد. فركب السفينة ورجع من حيث أتى.
38 فسأله الرجل الذي خرج منه الشياطين أن يصحبه، فصرفه يسوع قال: 39 " إرجع إلى بيتك وحدث بكل ما صنع الله إليك ". فمضى ينادي في المدينة (45) كلها بكل ما صنع يسوع إليه.
[إبراء منزوفة وإحياء ابنة يائيرس] 40 ولما رجع يسوع، رحب به الجمع لأنهم كانوا كلهم ينتظرونه. 41 وإذا برجل اسمه يائيرس، وهو رئيس المجمع (46)، قد جاء فارتمى على قدمي يسوع، وسأله أن يأتي بيته 42 لأن له ابنة وحيدة (47) في نحو الثانية عشرة من عمرها، قد أشرفت على الموت.
وبينما هو ذاهب، كانت الجموع تزحمه حتى تكاد أن تخنقه.
43 وكانت هناك (48) امرأة منزوفة منذ اثنتي عشرة سنة، وكانت قد أنفقت جميع ما عندها على الأطباء، فلم يستطع أحد منهم أن يشفيها. 44 فدنت من خلف (49) ولمست

(39) " البرية " في العهد القديم، كما عند الشعوب السامية، هي مقام الكائنات الشيطانية (اح 16 / 10 واش 13 / 21 و 34 / 12 و 14 وطو 8 / 3 وبا 4 / 35). والإنجيل يستخدم أحيانا هذا التصور (راجع لو 4 / 1 و 11 / 24).
(40) راجع مر 5 / 9 +.
(41) الهاوية: الهوة الكبيرة: كناية عن جهنم.
(42) راجع مر 5 / 11 +.
(43) هذا موقف التلميذ عند لوقا. راجع 10 / 39 ورسل 22 / 3.
(44) يذكر لوقا في نهاية الآية لفظ " خلص " أو " نجا "، وهو لفظ يدل في آن واحد على الشفاء (6 / 9 و 8 / 48 و 50 و 17 / 19 و 18 / 42 و 23 / 35 و 37 و 39) وعلى التجديد الروحي (7 / 50 و 8 / 12 و 19 / 10)، ولا شك أن لوقا يجمع هنا بين المعنيين.
(45) يقول لوقا " المدينة "، لا المدن العشر، كما فعل مرقس في 5 / 20. وفي كلتا الحالتين، يدور الكلام على إعلان الخلاص للوثنيين، ولكنه أقل صراحة عند لوقا. ففي نظره، لا يبتدئ تبشير الوثنيين إلا بعد الفصح.
(46) راجع مر 5 / 22 +.
(47) راجع 7 / 12 +.
(48) أضفنا هاتين الكلمتين لتستقيم الجملة العربية.
عن تصرف هذه المرأة، راجع مر 5 / 28 +.
(49) المرأة نجسة من جراء مرضها، ونجاستها معدية (اح 15 / 18 - 27). يحرم عليها الاختلاط بالجمهور، ولا سيما الاقتراب من النبي، ومن هنا سلوكها الحذر.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة