وأوامي فكأنما عناها من قال:
قصيدتك الغراء يا فرد دهره * تنوب عن الماء الزلال لمن يظمأ فنزوى متى تروى بدائع لفظها * ونظما إذا لم نرو يوما لها نظما ولعمري لا أراك إلا آخذا فيها بأزمة أوابد اللسن، تقودها حيث أردت وتوردها أنى شئت وارتدأت، حتى كأن الألفاظ تتحاسد على التسابق إلى لسانك، والمعاني تتغابر على الإنثيال إلى جنانك والسلام، وكتب المحب الأخلاصي (بهاء الدين محمد العاملي) ومن شعره (ره) في رثاء سيد الشهداء وإمام السعداء أبي عبد الله الحسين (ع) القصيدة الدالية الغريزة الوجود التي أولها:
معاهدهم بالأبرقين هوامد * رزقن عهاد المزن تلك المعاهد وهي مشهورة وقل في المراثي مثلها، ومن شعره القصيدة المعروفة بالسبيطية وقد توجه من مري (قرية من توبلي من البحرين) مع ولده حسان إلى قرية أبي بهان (قرية من البلاد القديم) في خورهما في أول الخور فوثبت عليه سمكة من ذلك البحر تسمى السبيطية فنطحت جبهته فسالت الدماء منه وقد كان هذا النوع من السمك كثيرا منه في هذا البحر فأنشد هذه القصيدة العجيبة الفريدة على جهة الحماسة والهجاء فعدمت من ذلك البحر وأولها هو هذا:
برغم العوالي والمهندة البتر * دماء أراقتها سبيطية البحر ألا قد جنى بحر البلاد وتوبلي * علي بما ضاقت به ساحة الصدر فويل بني شن بن أفصى وما الذي * رمتهم به أيدي الحوادث من وتر دم لم يرق من عهد نوح ولا جرى * على مد ناب للعدو ولا ظفر