وزيارته رجع على البر مارا ببلاد القطيف فلما اجتمع بالسيد أمره أن يأتيه بذلك الكتاب فأتى به إليه فاستخرج نسخة جديدة كراريس مكتوبة عديدة ليقابله عليه فقال له: هل وجدت نسخة ونقلته؟ فقال لا ولكنني تتبعته وحفظته وكتبته على حفظي بأبوابه وترتيبه وأسانيده فتعجب السيد والحاضرون عجبا عظيما وقابله به طبقا لم يختلف عنه إلا يسيرا لا يذكر انتهى، وهذا من عجائب الأمور وشذ أن تحتمله القلوب البشرية والصدور وينقل عنه في الحفظ الأمور الغريبة ويكفيه إملاؤه " النفحة القدسية في الصلاة اليومية " المشهورة اليوم على تلميذه وكاتبه الشاعر الأديب الشيخ محمد الشويكي الخطي في ثلاثة أيام ويذكر فيها الأقوال والأدلة إجمالا حتى نظمها الشعراء في مدائحهم لهم ولها فقال الشيخ محمد المذكور:
حبذا نفحة قدس لا تضاهى * في صلاة أرضت الرب الإله بنت يومين ويوم برزت * في صدور الطرس تهدي من تلاها تطرب الرائي والراوي ولا * عجب ممن رآها ورواها إلى آخر الأبيات وهي كثيرة وبالجملة فهو من أكابر علماء عصره وأساطين فضلاء دهره علما وعملا وتقوى ونبلا وبحثه مملوء من العلماء الكبار من البحرين والقطيف والأحساء وأطراف تلك الديار وفتاواه وأقواله منقولة كثيرة مشتهرة من تلامذته وغيرهم في حياته وبعد وفاته ضاعف الله حسناته وله مصنفاته كثيرة وكتب كبيرة وصغيرة ذكر هو (ره) جملة منها في إجازته للفاضل الشيخ مرزوق الشويكي وكثير تلامذته في كتبهم وإجازاتهم كالفاضل المحقق الشيخ عبد المحسن اللويمي الأحسائي منها كتاب (الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع)