وغيره ولقد كان مع ما هو فيه من الفضل والعلم والعمل يعمل بيده ويشتغل لمعيشته وعياله، حدثني شيخنا العلامة الثقة المقدس الصالح الشيخ أحمد ابن المرحوم الشيخ صالح (قدس الله سره) أنه وردت في زمانه مسائل من علماء أصفهان إلى البحرين ليجيب عنها علماؤها ووصلت إلى حاكم البحرين من جهة العجم فأرسل رجالا من عنده إلى علمائها ليجيبوا عنها ومن جملتهم الفاضل المذكور صاحب الترجمة (قدس الله روحه) فلما وصل رجال الحاكم إلى قريته دمستان وهي قرية صغيرة وأهلها فقراء وأكثر أرضها تسقى بالدلاء سألوا من رأوه عن الشيخ المزبور فأتى بهم إلى رجل عليه خلقان من الثياب يستقي دالية بالدلاء وفيها بعض الزرع والنخيل وعنده صبية تروس عليه وقال لهم هذا الشيخ الذي تسألون عنه فلما أخبرهم بذلك ظنوا أنه يهزأ بهم لما رأوا ما هو فيه فضربوه وآذوه فسمع الشيخ بما هنالك ورأى هيئة الحكام فأتى إليهم وسألهم عن ذلك فأخبروه بمقصدهم وأن هذا يهزأ بنا بإرشادنا إليك فقال لهم صدق إنه لم يهزأ بكم فما الذي تريدون؟ فقالوا: نريد الشيخ المجتهد الشيخ حسن الذي في هذه القرية فقال: وماذا تريدون منه؟ فقالوا له: أرسلنا إليه الحاكم بمسائل واردة عليه من أصفهان ليجيب عليها فقال لهم أنا طلبتكم فأتوني إياها فتبين لهم أن هذا هو الشيخ والذي أخبرهم صادق فسلموا عليه وقبلوا يديه وجلسوا معه في تلك الدالية وأعطوه المسائل فرآها وأمر تلك الصبية أن تأتي إليه بدواة وقلم وكتب الجواب بحضرتهم من غير مراجعة وأعطاهم إياه فتعجبوا من ذلك عجبا شديدا لما يعهدونه من زيادة التشخص وظهور الأبهة عند علمائهم وهذا بهذه الحالة (انتهى ما نقلته بالمعنى).
(٢١٩)