والشرف بهاشم وانقضت ظهري في تأديبك وتهذيبك وبذلت جهدي في تأريبك وتشذيبك حتى ضارعت قسا وسحبان بعد أن كنت وباقلا رضيعي لبان واحتملت فيك كيد فلان وهو داهية وظهيره الذي هو أدهى وأمر وصبرت متهما على ضرب أخماس لأسداس وعذت من شرهما برب الناس وقد كانا أظهرا لي المودة ولم أدر أن الذئب يسمى أبا جعدة حتى لقيت منهما من الأهوال ما وددت تعويض يسيره بالسمام ورميت من الأوجال بما يزيد عشيرة بين أبناء سمام غير أن الله أنجاني بلطفه من مكائدهما وأنقذني من حبائلهما ومصائبهما وكأن الغادر لم يعي ما قال ربه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) مع ما لقيته منك من إذلال الصبوة وجفوة النخوة وما زلت مع ذلك أرأف بك من والدك وأنصر لك من ساعدك فكان جزائي منك أن تركتني ترك ظبية ظله وحملتني على شاة اله خير حلابك تنطحين. أبعد الوهي ترتعين وأنت مبصرة أما والذي له الحمد والشكر مالي ذنب إلا ذنب صخر ولعمري لم نجد الأخيار يجزون جزاء سنمار وهبك أبدلتني بنظرة ذي حنق أسرق العلم أم فسق؟ أم ظهر منه بعد الوقار الطيش والنزق حتى استوجب أن تشفع هجري بهجره وتطرح مع إطراحي عظيم فخره؟
(ألا من يشتري سهرا بنوم * ويتبع دهره دوما بيوم) ما هذا إلا اشتراء الحمقاء وبيع الخرقاء أفلا على دواء اجتمع جميع الحكماء على أنه أبلغ الأدوية في الشفاء استراح من لا عقل له فاتبع العالمين ودع الجهلة.
ألا قم واسع للعليا لعلك * لعلك أن تجوز المجد علك فليس بنافع بأبيك فخر * كذا التحقيق إن لازمت جهلك