(أقول) الأظهر من ترك السيد المذكور كتابة كتب الفتوى تورعا كما نقل عن السيد ابن طاووس أو ترك ذلك بالمرة حتى صار له ملكة وإن كان هو في أعلى رتبة الاجتهاد ككثير من علمائنا الأمجاد منهم أستاذ صاحب اللؤلؤة العلامة الشيخ حسين الماحوزي فإنه لا خلاف بين أهل عصره عربا وعجما وعراقا في اجتهاده بل أنه أوحدي الزمان كما ذكره الفاضل التقي المتتبع الميرزا حسين النوري الطبرسي في المجلد الأخير من (المستدرك) في ترجمته وكان أكثر أهل عصره استجازوا منه عربا وعجما وكثير من بلدان المؤمنين مقلدوه ولا سيما طرفنا مع وجود الجم الغفير من العلماء الأعلام أولي النقض والإبرام ولأن البحرين في الزمن القديم ليس كحالها الآن السقيم بلدة العلوم فإنه في ذلك الزمان لا يقدمون مع كثرة العلماء الأعيان والسلطان على مذهبهم إلا من اجتمعت فيه شرائط الافتاء ولا سيما باتفاق العلماء وقد ترك شيخنا في تعداد كتبه كتاب (غاية المرام في معرفة الإمام) مجلد كبير ضخم من أحسن كتبه وكانت أكثر الأحاديث المذكورة في كتبه من كتب العامة إلزاما لهم وكثير من كتب هذا السيد يسر الله من طبعها وروجها.
ورأيت في بعض فوائد شيخنا العلامة الشيخ سليمان الماحوزي قال: دخلت على شيخنا العلامة السيد هاشم التوبلي زائرا مع والدي (قدس سره) فلما قمنا معه لنودعه وصافحته لزم يدي وعصرها وقال لي لا تفتر عن الاشتغال فإن هذه البلاد عن قريب ستحتاج إليك انتهى.
(قلت) وصدق رحمه الله فإنه بعد برهة قليلة توفي ذلك السيد وانتقلت الرياسة الدينية إليه أفاض الله شآبيب رحمته ورضوانه عليه.