المتناهي وجود ممتزج بالعدم، وبعبارة أخرى وجود ناقص وضعيف، ومعنى النقص والضعف عدم التحلي بما يفرض من الكمال الموجود في الدرجات العليا، وهذا الضعف والنقص ناشئ عن المعلولية.
الا ان الوجود برغم كونه حقيقة واحدة، له درجات ومراتب متنوعه، (1) وان كل مرتبة ضعيفة منه شعاع عن المرتبة القوية فوقها، حتى تصل إلى مرتبة ليس لها عنوان آخر سوى جهة الوجود، أي وجود لا متناه، لا يتطرق اليه العدم والنقص اطلاقا، (2) إذ ليس هناك شيء غير الوجود يمكنه ان يحد الوجود، سوى الماهيات الاعتبارية والعدم التي ليس لها واقعية وعينية، وعليه فمثل هذا الوجود الصرف واحد قهرا، ولا يمكن وجود آخر قباله، والا كان كل واحد منهما محدودا؛ إذ يكون على هذا الفرض واجدا لوجوده، وفاقدا لوجود وكمال غيره.
هذا الوجود اللا متناهي واللا محدود والفريد، هو رب العالمين، وبما ان حقيقة ذاته وجود وواقعية لا يتطرق إليها الضعف والعدم والحد، فهو حاو لجميع الكمالات قهرا، كالعلم والقدرة والحكمة وغير ذلك. (3) وكل وجود سواه ليس إلا شعاعا ومظهرا لوجوده، فهو محدود وناقص