كما يظهر منها ان الرسول كان يخشى مخالفة بعض الناس لهذا الأمر. ويستفاد من روايات الفريقين ان الآية ذات صلة بقصة غدير خم حيث قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنصب علي (عليه السلام) خليفة له.
قال السيوطي في تفسير الدر المنثور: نقل ابن أبي حاتم وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري: " نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم، في شأن علي بن أبي طالب (عليه السلام) " (1)، وقد نقل ذلك المحدثون و المفسرون من الفريقين.
واقعة الغدير وخلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) حصيلة قصة الغدير أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حج في السنة الأخيرة من عمره الشريف حجة الوداع مع جمع غفير من أصحابه تراوح عددهم بين تسعين الفا ومئة وأربعة وعشرين ألفا، وبعد إتمام الحج وعودته إلى المدينة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وصل إلى غدير خم وهو جزء من الجحفة حيث تفترق الطريق إلى المدينة والشام، فنزلت هذه الآية وأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بالوقوف، وقام فيهم خطيبا، ثم أخذ بعضد علي (عليه السلام) أثناء الخطبة ورفع يده قائلا: " أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه " وكرر الجملة الأخيرة ثلاثا.