فإن حركتك برغم ارتباطها بإرادتك، ولكن مع ذلك يستحيل اجتياز الدرجات بأجمعها في آن واحد، بل اجتياز كل درجة منوط باجتياز الدرجات السابقة عليها، وهذا هو التدرج الذاتي للحركة، وبعبارة أعم: ان كل واحد من الكائنات المادية بحسب طبعه مسبوق في ظهوره بالمادة والمدة، ولكن يكفي لتحقق كل مجرد كامل، صرف إرادة الله تعالى، إذ لا يحتاج تحققه إلى مادة ومدة.
نظرة أخرى إلى برهان النظم منصور: أردت إثبات وجود الله عن طريق النظم الذي يحكم الكون، الا ان هناك اشكالات على برهان النظم لا يزال بعضها عالقا في الذهن رغم كل ما بذلته من الجهود في بيان هذا البرهان، فلقائل ان يقول: ان مفهوم النظم ليس واضحا، وان الناس يختلفون في فهمه، فلربما كانت اللوحة الفنية جميلة منتظمة عند شخص وقبيحة غير منتظمة عند آخر. (1) ناصر: ان مفهوم النظم من المفاهيم الواضحة والبسيطة، فمعنى النظم هو الاتحاد والانسجام والتناسق بين مجموعة من الأشياء، أو أجزاء مركب لهدف واحد، بحيث تنشد هذه الاجزاء بأجمعها هدفا واحدا، وإن كان هناك اختلاف في وجهات النظر - كما في مثال اللوحة الفنية - فمرده في الحقيقة فيما يتعلق بمصداق النظم في هذه اللوحة الفنية إلى وجود الانسجام والتناسق بين