بمعنى: " إن سبل العقل المعتاد إلى معرفة الله سبحانه متشعبة حيث انه بعينه الحولاء يحسب لغير الله سبحانه وجودا مستقلا وظهورا في ذاته يمكن الاستنارة به لمعرفته تعالى ولكن العارف لا يرى في الوجود سوى الله، وهذا هو الحق لمن عرفه، وسيشكل أبناء القياس: إذن ما هذه السماء والأرض وما فيها من البشر والوحوش؟ والجواب: إن كل ما يرى لا يستحق اطلاق الوجود عليه إذا ما قيس بوجوده عز وجل، فقد يبدو البحر بأمواجه المتلاطمة عظيما عندك، وقد تبدو الشمس الساطعة عالية في كبد السماء في عينك إلا أنهما لا يعدوان في قبال عظمة الله شيئا عند العارف، فليست البحار سوى قطرة والشمس سوى ذرة ".
أجل، قد دل الله على ذاته بذاته، (1) وما سواه أدنى من ان يكون مشيرا إلى وجوده، (2) وهو بنفسه دليل على وحدانيته وصفاته الكمالية، وأفضلية النظام الكوني الذي أوجده. (3)