وقد يحاورون.. لكن في غير أصول فكرهم!
كتب غربي بتاريخ 19 - 01 - 2001، موضوعا بعنوان:
الفضيلة، والموعودات.......
في الخطاب الديني.. تتصل أفعال الفضيلة بما يتوقعه فاعلها من ثواب عند الله عز وجل، والأعمال، كما يعرض.. بالنيات.
وفي الحقيقة يجب أن يستحضر الشخص هدفه من الفعل الفاضل أولا، ثم هو يقرر، في دخيلته أنه لا يقوم بهذا الفعل إلا رغبة في الأجر والمثوبة، وترضية للمولى القدير، وطمعا في عظيم كرمه وجزيل عطائه.
ووقوفا على ما يخبر به هذا الخطاب، فإن الأجر لن يتم، والفضيلة لن تكتمل بل ربما تكون هباء، وزبد بحر، إن لم ينوي صاحبها سلفا، تحصيل الرضا الرباني، أو الفوز بالثواب، كالجنة أو الحور العين أو غيرهما من الموعودات.
إذن، فعل الفضيلة هنا، لا يعدو كونها سعي حثيث لتحقيق مكاسب معنوية، أو مادية مؤجلة الصرف. ومن فاضل القول أن الفضيلة " واجبة الأداء في ذاتها، قبل أن يكون لها جزاء.. والجمال يقول، بأن الفعل الفاضل، يجب أن يكون فاضلا لذاته، مطلوبا لجوهره، لا من أجل جزاء يترتب عليه..
والأكثر نبلا، ووجاهة، أن تكون الفعال الفضائل، غير متعلقة بالمكافآت، ولا بالجوائز، بل هي مترفعة عنها، غير صادرة منها.
وهنا السؤال الجمالي، الذي يطرح نفسه، يقول: أيهما أجمل: فعل فاضل يصدره فاعله طمعا في مكافأة؟ أم فعل فاضل يصدره فاعله بلا أسباب، سوى الفضيلة نفسها؟