وكتبت بتاريخ 21 - 09 - 2000، موضوعا بعنوان:
إلى المعجبين بالعقل البشري.. المنكرين خالق العقل!
عجبا للإنسان، الذي يجعل ميزان العلم والحكمة في البشر مقدار معرفتهم للموجودات، فيحترم العلماء والمتخصصين، بسبب أن أذهانهم وصلت إلى تصورات لبعض قوانين الموجودات وأسرارها.. كيف يتخيل أن خالق أذهان العلماء وعقولهم، ومقنن القوانين الحاكمة على عالم الوجود، ومهندس أسرارها.. هو فاقد للعلم والحكمة؟!!
كيف يمكن للعقل أن يتصور ذلك، وجميع ما توصلت اليه أذهان العلماء من أسرار الطبيعة، ما هو إلا قطرة من المعلومات.. أمام محيطات من مجهولات؟!! ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. (الاسراء: 85) كيف يتقبل عقل يحترم نفسه أن الذهن الذي يستطيع أن ينسخ على لوحته بعض سطور من كتاب الوجود، عالم وحكيم.. بينما مؤلف كتاب الوجود وصانعه، وصانع جهاز الاستنساخ وما ينسخ، لا إدراك له ولا شعور؟!
كلا، ثم كلا.. فإن فطرة منكر الخالق العالم القادر عز وجل تشهد بوجوده، وتدين صاحبها! (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون). (العنكبوت: 61) قال العاملي:
أردت بهذا الموضوع أن أناقش معهم قدرات العقل، وأوجه العملية العقلية، وكيف أنها تأخذ بأعناقهم إلى وجود الله تعالى، وتكشف زيف تبجحهم بالعقل والعلم! لكنهم هربوا، وصدقوا ظني فيهم بأنهم مع الأسف من أبعد الناس عن فهم العقل الإنساني وعملياته، والانسجام معها!