الذي يقوم بالعمل ويرجو ثواب الله، وبين أي شخص يقوم بالعمل ليرضي ذوقا أو جمالا أو فضيلة متخيلة.. وهذه المفاضلة مسألة ذوق وهوى وليست مما يحكم فيه العقل.
ثالثا: موضوع رابعة العدوية والقول الشهير المنسوب إليها لا يكاد يخلو منه كتاب تصوف، وإذا لم تخني الذاكرة فقد ورد في كتاب الغزالي " إحياء علوم الدين " وقد قرأت هذا القول منسوبا لرابعة العدوية في عدد من المواضع، ولم أسمع عن نسبته للإمام علي بن أبي طالب إلا منك.
رابعا: لم يذكر الله سبحانه وتعالى أن من علامات العرفان به ومحبته هو عدم الرغبة في جنته أو عدم الخوف من عذابه.. وأرجو ذكر أي موضع في القرآن ورد فيه خلاف ما ذكرته لك، لا سيما وأنت تذكر وجود الاتفاق بين الفقهاء والأصوليين في هذه النقطة.
وكتب نادر:
وعندنا ولو على الأقل، نحن المسلمين: أن القوة القاهرة التي خلقت الكون، ووازنت بين مكوناته، وجعلته يسبح في فلك محدد تدور أجرامه حول بعضها في مدرات ثابتة، يحكمها قانون الجذب والتنافر، هي القوة نفسها التي حددت الثوابت الاجتماعية كالعدل والمساواة والجزاء.
ولو بقي فهم البشر لهذه الثوابت كما نزلت من السماء، لبقوا محافظين على إنسانيتهم، كما تحافظ أمهم الأرض على صفاتها الأصلية وهي تدور حول الشمس بمدار محدد ومسافة ثابتة لو قدر لها أن تتجاوزها لتجمدت أو احترقت! وهكذا الإنسان يرتفع إلى مستوى إنسانيته بقدر تطبيقه للثوابت الدينية، أو يهبط إلى أسفل عندما يخل بها، وهذا ما كانت تعيشه البشرية طول فترة تاريخها، من ارتفاع أو هبوط، حسب تطبيقها لتلك الثوابت، أو التمرد عليها.