وكتب العاملي:
الأخ غربي، بعد التحية.. قال علي عليه السلام: إلهي ما عبدتك خوفا من نارك.. ولا طمعا في جنتك.. لكني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك.
وبذلك قسم العبادة وكل عمل الإنسان إلى: عبادة تجار، وعبادة عبيد، وعبادة أحرار.. ولا شك أن عمل الأحرار أفضل. لكن يا ليت حكامنا يفعلون الخير بنية التجارة، أو بسبب خوف خادم الشعب من نقمته.. وليت أحدنا يفعل الخير لنفسه ومحيطه وبلده، تجارة أو خوفا.. إذن لصلح المجتمع، وسار في طريق التقدم.
في أصول الفقه.. وهو من أعمق العلوم الفلسفية.. بحوث مفصلة في الدوافع والنوايا.. وهو يقسم الأعمال إلى تعبدية وتوصلية، والأمور التوصلية لا يشترط فيها النية، بل المهم تحقيق العمل مهما كانت النية.. كإنقاذ الغريق.. حتى لو كانت نية المنقذ رياء للناس! ليتهم ينقذون الغرقى ويتركون الفساد.. ولو رياء.
وكتب غربي:
الشيخ الجليل العاملي.. حياكم الله.. جميل ما أوردتموه، وجميل أنني قرأته قبل أن أغادر الآن. سؤالي لفضيلتكم:
فضيلة محضة لا تتعلق بأثواب الجزاء ولا بعقاب وبثواب.. أم فضيلة بنية كسب مسبقة؟ أيهما عندكم أكثر نبلا ووجاهة؟ حفظكم الله من كل مكروه.
وكتب العاملي:
الأخ غربي.. وشكرا لك، سؤالك: (فضيلة محضة، لا تتعلق بأثواب الجزاء، ولا بعقاب وبثواب.. أم فضيلة بنية كسب مسبقة؟ أيهما، عندكم أكثر نبلا ووجاهة؟).
لا شك أن العمل بدون طمع بثواب ولا خوف من عقاب، أرقى الأعمال، فكن أنت كذلك، أما غيرك فاقبل منه فعل الخير بأي دافع، ولأي هدف!
الناس في زمن الأفعال - غربي في زمن النوايا.